ورِسالَتُهُ آخِرَ الرِسالاتِ.. لِذلِكَ جَعَلَ اللهُ تَعالى مِنْ آلِهِ أَئِمَّةً مَعصومِينَ يُحافِظُونَ
عَلى رِسالةِ الاِسلامِ وَيُدافِعونَ عَنْها.. وَيَتَوَلَّوْنَ نَشْرَ عُلُومِها وَأُصولِها بَينَ الناسِ
بَعْدَ الرَسُول مُحمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَكانَ أَوَّلُهُمُ الاِِمامَ عليّاً بنَ أَبِي طالبٍ عليه السلام وآخرُهُمُ الاِمامَ
الحُجَّةَ بنَ الحَسَنِ المَهديَّ المُنتَظرَ عليه السلام .. وَقَدْ قَرَأْنا عَنْ أَئِمَّتِنا الهُداةِ عليهم السلام .. فَاطّلَعْنا على
العذابِ القاسِي الّذِي تَحَمَّلُوهُ مِنْ أَجْلِ الحِفاظِ عَلى هذِهِ الرِسالَةِ المُبارَكةِ حَتّى
فَدَوْها بِأَرْواحِهِمْ الطاهِرَةِ.. لاََِنَّهُمْ كانُوا يُمَثِّلُونَ جَبْهَةَ الحَقِّ ضِدَّ الباطِلِ مِنْ بَعْدِ
وَفاةِ الرَسولِ الاََعْظَمِ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم .. وَلَمْ تُقَدَّرْ الغَيبةُ لاََِيِّ إِمامٍ مِنْهُمْ سِوى لِلاِِمامِ
المَهدِيِّ(عجّل الله فرجه).. وَلَعَلَّ شِيعَتَهُمْ الّذينَ يُشَكِّلُونَ جَبْهَةَ الحَقِّ الاََصلِيَّةِ لَمْ يَكونوا قَدِ
اكْتَمَلُوا كِياناً راسِخاً مِنَ الناحِيَةِ الفِكْرِيَّةِ وَالاجْتِماعِيَّةِ حَتّى يَستَطِيعوا الصُمُودَ
أَمامَ الجَهْلِ والشَعْوَذَةِ والطُغيانِ.. لِهذا واجَهَ الاََئِمّةُ عليهم السلام جَمِيعَ الوَيْلاتِ