والنَكَباتِ.. حَتّى أَصْبَحَ الشِيعَةُ كُتْلَةً مُتماسِكَةً تَشُعُّ فِكراً، ومَركزاً يَنْتَشِرُ يَمِيناً
وَشَمالاً بِفَضْلِ الرُواةِ وَالاََصحابِ الثُقاةِ.. فَاسْتَطاعَتْ بِذلِكَ الصُمودَ عِبْرَ التَأْرِيخِ..
وَحِينَها لَمْ تَعُدْ هُناكَ ضَرُورةٌ لِبقاءِ الاِِمامِ المَعصُومِ ظاهِراً مُعَرَّضاً لِكُلِّ الاحْتمالاتِ
وَفِي جَميعِ الاََحْوالِ.. لِذلِكَ قَدَّرَ اللهُ تَعالى لَهُ أَنْ يَغِيبَ لِيَظْهَرَ فِي الوَقْتِ المناسِبِ..
فَيمْلاََُ الاََرْضَ قِسْطاً وعَدْلاً.. بَعْدَ أَنْ تَكونَ قَدْ مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً..

ـ حَسَناً يا أَبي.. وَلكِنَّكَ لَمْ تَقُلْ لِي ما هِيَ المُعجِزاتُ الّتِي سَتَظْهَرُ مَعَ الاِِمامِ
المهديِّ(عجّل الله فرجه).. ؟

ـ يا بُنيَّ.. بِما أَنَّ دَوْرَ الاِمامِ المَهديِّ(عجّل الله فرجه) هُوَ أَنْ يَمْلأََ هذِهِ الاَرْضَ قِسْطاً
وَعَدْلاً.. بَعدَ أَنْ مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً.. لِذلِكَ فَسَتكُونُ أَوّلُ مَعجِزاتِهِ هِيَ ظُهورِهِ
بسلاحٍ تَقِفُ أَمامَهُ جَمِيعُ أَسْلِحَةِ هذا الزَمنِ أَو الزَمنِ الّذِي بَعْدَهُ عاجِزَةً عَنْ تَحْقِيقِ