مُتَعٍ فانِيَةٍ مُنْطَلِقَةٍ مِنْ ضِعَةٍ نَفْسِيَّةٍ وَإِحساسٍ بالنَقْصِ والحَقارَةِ.. وحاجةٍ إلى رِضى
الآخَرِينَ وَقَبُولِهِمْ..
* * *

وأَنا أُجَفِّفُ دُمُوعِي.. نَظَرْتُ إلى وُجوهِ الناسِ مِنْ حَولِي.. فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُمْ قَدْ
حَفَرَتْ أَخادِيدَ على وَجَناتِهِمْ.. وَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَأَنَّهُمْ يُشاهِدُونَ مِنْ جَديدٍ
أَحداثَ ذلِكَ الزَمَنِ أَمَامَهُمْ.. تَقَدَّمَ مِنْ بَيْنِهِمْ شَيْخٌ كَبيرٌ تَتَخَضَّبُ لِحْيَتُهُ البَيضاءُ
بِدُموعِهِ لِذا فَهُوَ يُكَلِّمُنِي بِأَنْفاسٍ مُتَقَطِّعَةٍ : ـ يا بُنَيَّ ! لَقَدْ نَقَلَ لنا التأريخُ ظُلْمَ
الحُكّامِ وَجَوْرَهُمْ لاَِلِ بَيْتِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَإنكارِ إمامَتِهِمْ وَخِلافَتِهِمْ.. والاِِمامُ
مُوسى بنُ جَعفَرٍ الكاظمُ عليه السلام رَغْمَ أَنَّ حياتَهُ خَضَعَتْ إلى الرَقابَةِ الشَدِيدَةِ.. وَتَنَقَّلَ
بَيْنَ السُجونِ والمُعتَقلاتِ إلاّ أَنَّهُ كانَ يُتابِعُ رِسالَةَ آبائِهِ فِي نَشْرِ العُلومِ والحَدِيثِ