والاََخْلاقَ.. وكانَ يُدافِعُ عَنْ الاِِسلام وَيَرْعَى المُسلِمِينَ.. وأَبْسَطُ ما رُوِيَ عَنْه أَنَّهُ إِذا
أَعْطى إلى فَقِيرٍ صُرَّةً مِنَ المالِ.. جَعَلَتْهُ يَسْتَغْنِي بِها فَلَمْ يَعُدِ الفَقْرُ يَعْرِفُ طَرِيقاً إِليْهِ..

ـ يا شَيخي ! وَكَيْفَ لا يَكُونُ كَذلِكَ؟!أَلَمْ يَكُنْ إِماماً مَعْصُوماً مُفْتَرَضَ الطاعَةِ مِنْ
آلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وَهذا ما كانَ يُغِيضُ الحاكِمَ العَبّاسِيَّ هارونَ الرَشِيدَ.. وَيَجْعَلُهُ
يُفَكِّرُ بِاغْتِيالِهِ والتَخَلُّصِ مِنْهُ كُلَّما سَمِعَ أَنَّ الناسَ مُلْتَفُّونَ حَولَهُ يَسْأَلُونَهُ فِي أُمُورِ
دِينِهِمْ.. وَيَنْهَلُونَ مِنْ عِلْمِهِ.. وَيُسَلِّمُونَ لَهُ الحُقوقَ مِنْ خُمْسٍ وَزَكاةٍ.. وَمِنَ المُفْجِعِ فِي
الاََمْرِ أَنَّ الّذِي وَشى بِأَمْرِهِ إِلى الرَشِيدِ هُوَ أَحَدُ المُقَرَّبينَ مِنَ الاِِمامِ مُوسى بنِ
جَعْفَرٍ عليه السلام وَقَدْ دَفَعَهُ حُبُّهُ لِلدُنيا وطَمَعُهُ وَجَشَعُهُ إلى الوُقُوفِ بَيْنَ يَدي الحاكِمِ العَبّاسِيِّ
لِيُفْضِي بِأَسرارِ الاِمامِ مُوسى بنِ جَعْفَرٍ الكاظمِ عليه السلام .. مِمّا جَعَلَ الرَشيدَ يَشْعُرُ بِخَوْفٍ
شَدِيدٍ عَلى كُرْسِيِّهِ وَسُلْطانِهِ.. فَبَعَثَ إلى الاِِمامِ عليه السلام مَنْ يَأْتِيهِ بِهِ لِيُودِعَهُ السِجْنَ..