6 4
وهنا تَوَقَّفْتُ عَنِ الكَلامِ.. فَالْتَفَتَ الشَيخُ إِلى الناسِ الُمجتَمَعِينَ حَولَنا مُخاطِباً إِيّاهُمْ : ـ هَلْ تَعرِفونَ مَاذا قَالَ هارُونُ الرَشِيدُ لِلاِِْمامِ مُوسى بنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ عليه السلام ؟ لَقَدْ قَالَ لَهُ : (كَيْفَ جَوَّزْتُمْ لِلناسِ أَنْ يُنْسِبُوكُمْ إِلى رَسُولِ اللهِ.. ويَقُولُونَ لَكُمْ يا أَبناءَ الرَسُولِ.. وَأَنْتُمْ بَنُو عَليٍّ.. وَإنّما يُنْسَبُ المرءُ إِلى أَبِيهِ لا إِلى اُمِّهِ..) ؟ أَلَمْ يَتَدَبَّرِ الرَشيدُ فِي القرآنِ الكَرِيمِ ؟! كَيْفَ لايَعرِفُ مَعنى قَوْلِ اللهِ تَعالى : (فَمَنْ حاجَّكَ فِيْهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالِوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا وَنساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ على الكاذِبِينَ ) (1) وَقَدِ اتَّفَقَ المُسلِمُونَ بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ وَهِيَ أَنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم دَعا عَلِيّاً وفاطِمَةَ والحَسَنَ والحُسينَ عليهم السلام .. فَكانَ عليٌّ نَفْسَ النَبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَكانَتْ فاطِمَةُ عليها السلام نِساءهُ وكانَ الاِمامان الحَسنِ والحُسينِ عليهما السلام
____________
(1) آل عمران 3 : 61 .