index 5
أَبْناءه.. فَلِمَ بَعدُ يَسألُ هارُونُ الرشيدُ الاِمامَ الكاظِمَ عليه السلام هذا السؤالَ.. ؟ هَلْ هُوَ جَهْلٌ مِنْهُ.. أَمْ إِنَّهُ اعْتِراضٌ عَلى أَمرِ اللهِ.. ؟!
وهُنا سأَلَ أحدُ الحاضرِينَ : ـ وَماذا فَعَلَ هارونُ الرشيدُ بَعْدَ ذلِكَ ؟ فَأَجابَهُ الشَيْخُ : ـ جَعَلَ الاِمامَ الكاظِمَ عليه السلام يَتَنَقَّلُ مِنْ سِجْنٍ إلى سِجْنٍ.. حَتّى سَجَنَهُ آخِرَ الاََمْرِ في بَغْدادَ.. وَفِي سِجْنِ بَغْدادَ قُدِّم لِلاِِمامِ الكاظِمِ عليه السلام طَبَقٌ مِنْ تَمْرٍ مَسْمُومٍ.. وَتَناوَلَ مِنْهُ الاِمامُ.. فَصارَ يَتَلَوَّى مِنْ شِدَّةِ الاََلَمِ.. وبَقِيَ عَلى هذه الحالةِ ثَلاثَةَ أَيّامٍ يُعانِي مِنْ تَمَزُّقِ أَحْشائِهِ حَتّى فارَقَ عليه السلام الحَياةَ..
وبَعْدَ ذلِكَ شَاهَدْتُ الشَيْخَ يَتَّجِهُ نَحْوَ مَرْقَدِ الاِمامِ عليه السلام .. وَقَدْ مَشى خَلْفَهُ الحاضِرُونَ.. فَتَبِعْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ عَرفْتُ أَنَّهُمْ ذاهِبُونَ لِزِيارَةِ ضَرِيحِ الاِِمامِ مُوسى بنِ جَعفرٍ الكاظمِ عليه السلام .