11 9
فَقالَ لَهمْ المأمونُ وقدْ خابَ أَملُهُ في النَيلِ مِنَ الاِمامِ الجوادِ عليه السلام : ـ ويْحَكُمْ أَما عَلِمْتُمْ اَنَّ أهلَ بَيتِ النُبُوَّةِ لَيسوا خَلْقاً مِثلَكُمْ.. ؟!
وَهُنا عَلَتْ وَجْهَ وَلدِي حامدٍ فَرحةٌ عظيمةٌ.. وأَشْرَقَتْ على شَفَتَيْهِ ابْتِسامَةٌ جميلةٌ وَهُوَ يَقولُ : ـ أَمامَ هذا العِلمِ والنُورِ الاِِلهيِّ لاَِلِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لا يُمْكِنُ لاََِحدٍ إلاّ اَنْ يَعتَرِفَ بِهِمْ رَغماً عَنْهُ..
ـ نَعمْ يا بُنيَّ.. فَقدْ ذُهِلَ المأمونُ من إِجابَةِ الاِِمامِ الجوادِ عليه السلام وكَذلِكَ ذُهِلَ الحاضِرونَ لاسيّما يحيى بنُ أَكَثَمَ.. فَقَدْ وَجَدَ نَفْسَهُ في أَشَدِّ حالاتِ الرُعْبِ والارْتِباكِ والحِيرَةِ مِنْ أَمْرِهِ.. لا يَعرفُ مَاذا يَفْعَلُ.. فراحَ يَسألُ الاِمامَ الجوادَ عليه السلام أَسئلةً أُخرى لَعَلَّهُ يُفْلِحُ مِنْهُ في شيءٍ : ـ مَا تقولُ يا ابنَ رَسولِ اللهِ في هذا الخَبَرِ : رُوِيَ أَنَّه نَزَلَ جبرئِيلُ عليه السلام عَلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقالَ لَهُ : ـ يا محمّدُ إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُقْرِئُكَ السلامُ.. ويَقُولُ لَكَ : سَلْ أَبا بَكرٍ هَلْ هُو راضٍ عَنّي ؛ فَإنّي راضٍ