
فَأَجابَهُ الاِمامُ الجوادُ عليه السلام : ـ وهذا أَيضاً يَجِبُ أنْ يُنظَرَ فِيهِ ، لاََنَّ جبرَئيلَ
وميكائيلَ مَلَكانِ للهِ مُقرَّبان.. لم يَعصيا اللهَ قَطٌ.. ولَمْ يُفارِقا طاعَتَهُ لَحظةً واحدةً..
وعُمَرُ وأبو بكرٍ قَدْ أَشرَكا باللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وإِنْ أَسْلَما بَعدَ الشِرْكِ ، إلاّ أَنَّ اَيّامَهُما
كانَتْ أكثرُها شِرْكاً.. فَمِنَ الُمحالِ أَنْ يُشَبَّها بجبرَئيلَ وميكائيلَ.. فَلَمْ يَكْفِ يَحيى بنَ
أَكْثَمَ وراحَ يَسأَلُ الاِمامَ عليه السلام سُؤالاً آخَرَ: ـ رُوي أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ سِراجُ أَهلِ
الجَنَّةِ.. ؟

فَردَّ عَليهِ الاِمامُ الجوادُ عليه السلام : ـ وهذا أيضاً مُحالٌ ، لاََِنَّ في الجَنَّةِ ملائِكةُ اللهِ
المقَرَّبِينَ ، وآدمُ ، ومحمّدُ عليه السلام وجميعُ الاََنبياءِ والمُرسلينَ ، أفَلا تُضِيءُ الجَنّةُ
بِأَنوارِهِمْ.. ؟ حتّى تُضيءَ بِنورِ عُمَرَ.. !!

فعادَ يَحيى إلى السؤالِ مَرّةً أُخرى : وَقدْ رُوِيَ أَنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قالَ : لَو لَمْ أُبْعَثْ
لَبُعثَ عُمَرُ..