والخيبةُ تَعْصِرُ قَلبَهُ.. وقَدْ تَجَسَّدَتْ أَمامَ المأْمونِ خُطورَةُ الموقِفِ وصَعِقَ لعِظَمِ
الهَوْلِ.. وأَدْرَكَ أَنَّهُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ مُواجَهَةِ هذا الاََمْرِ بَجديّةٍ أَعْظَمَ.. ومَكْرٍ أَشَدَّ.. إِذا
أَرادَ أنْ يَطْمَئِنَّ على مَصِيرِهِ ومُستَقْبَلِهِ في الحُكْمِ.. ومَعَهُ بَنو العبّاسِ.. وهذا ما دَفَعَهُ
إلى الاِشادَةِ بِمكانَةِ الاِمامِ عليه السلام وغَزَارةِ عِلْمِهِ.. وكانَ قَد أَعْلَنَ عَقْدَ قِرانِهِ مِنْ ابْنَتِهِ اُمِّ
الفَضْلِ فِي ذلِكَ الَمجْلسِ..

إلاّ أنَّ المأمونَ بَقِيَ يَتَحَيَّنُ الفُرصَ لِغَرَضِ الانتقامِ مِنَ الاِمامِ الجوادِ عليه السلام ، وتَمَّ لَهُ
ذلِكَ بِواسِطَةِ ابنَتِهِ زَوجةِ الاِمامِ حيثُ دَسَّتْ لَهُ السُمَّ .