
أَطْلَقَ المأْمونُ البازَ مِنْ بَينَ يَديهِ.. فَحَلَّقَ البازُ عالياً في الفَضاءِ.. وَعادَ
المأْمون.. فَلَمّا رَجَعَ إِليهِ البازُ.. كانَ يَحْمِلُ إليه بِمِنقارِهِ شَيئاً.. فَأَخْفاهُ المأْمونُ بَينَ
يَديهِ وَعادَ لِلاِِمامِ قائِلاً : ـ مَاذا عِنْدَكَ مِنْ أَخبارِ السماءِ.. ؟!

فَأَجابَهُ الاِمامُ عليه السلام : ـ حَدّثَنِي أَبي عَنْ آبائِهِ عَنِ النَبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ جبرَئِيلَ عَنْ
رَبِّ العالمينَ أَنّهُ قَالَ : بَينَ السماءِ والهَواءِ بَحْرٌ عَجاجٌ.. تَتَلاطَمُ بِهِ الاَمْواجُ فِيهِ
حيّاتٌ خُضْرُ البُطونِ.. رُقْطُ الظُهورِ.. تَصيدُها بازاتُ المُلوكِ والخُلفاءِ.. فَيَختَبِرونَ
بِها سُلالَةَ أَهلِ بَيتِ النُبُوَّةِ..

تَعَجَّبَ المأْمونُ مِنْ جَوابِ الاِِمامِ الجوادِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : ـ أَنْتَ ابنُ الرِضا حَقّاً..
ومِنْ بَيتِ المُصطفى صِدْقاً..

فَأَرْكَبَهُ على فَرَسٍ واصْطَحَبَهُ مَعَهُ إِلى القَصْرِ.. وَفي هذِه الاََثناءِ.. شَعَرْتُ بِيدٍ
تُلامِسُ كَتِفي.. وَتَهُزُّهُ بِرِفْقٍ.. فَانْتَبَهْتُ وإِذا بِولَدِي حامدٍ وَهُو يَقولُ لِي : أَبي لَقدْ