
ـ هذا صَحيحٌ يا بُنيَّ.. وَلكِنْ أَنتَ تَعرِفُ مَوقِفَ الاَُمَويّينَ والعبّاسيّينَ مِنْ
آلِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِذلِكَ أَرسلَ المأمونُ في جَلْبِ الاِِمامِ الجَوادِ عليه السلام مِنَ المدينةِ إِلى
بَغدادَ لِيكُونَ عَلى مَقْرُبةٍ مِنْهُ.. وَلْيَتَهَيَّأَ لَهُ الاِِشرافُ بِواسِطَةِ عُيونِهِ وَرُقبائِهِ عَلى
مُجْمَلِ تَحرّكاتِهِ واتِّصالاتِهِ.. وَلمّا وَصلَ الاِمامُ الجوادُ عليه السلام إلى بَغدادَ.. لَمْ يَطْلُبْ
المأمونُ لِقاءه في بِدايةِ وُصولِهِ.. وإنَّما تَركَهُ حتّى يَلْتقِي بِهِ ذاتَ يومٍ..

ـ وَماذا كانَ يَهدِفُ المأمونُ مِنْ تَأْخِيرِ لِقائِهِ بِالاِِمامِ الجَوادِ عليه السلام ؟

ـ هُناكَ عِدَّةُ أَسبابٍ يَا وَلدِي ، مِنْها : هُوَ أَنَّ المأمونَ كانَ يَهدِفُ إلى ضَبْطِ
تَحرُّكاتِ الاِِمامِ عليه السلام وَلقاءاتِهِ مَعَ الناسِ.. والسَبَبُ الآخَرُ : كانَ يُريدُ الاسْتِخْفافَ
بِالاِِمامِ عليه السلام وَتِلكَ هِيَ مَواقفُ الحُكّامِ مِنَ الاََئِمةِ عليهم السلام ..

ـ مَعنى هذا يا أَبي إِنَّ المأمونَ كان يَبْحَثُ عَن طَريقةٍ لِقَتلِ الاِمامِ الجوادِ عليه السلام كَما
فَعَلَ مَعَ أَبِيهِ الاِِمام الرِضا عليه السلام ..