7 5
ـ هذا صَحيحٌ يا بُنَيَّ.. وَلكِنْ هُناكَ أَسبابٌ كثيرةٌ تَمنَعُ المأمونَ مِنِ اتّخاذِ خطةٍ سَرِيعةٍ بَهذا الصَدَدِ.. مَنها أَوّلاً : هُو اَنّ المأمونَ وَجَدَ نَفْسَهُ فِي مَوقِفٍ صَعْبٍ جداً بَعْدَ قَتْلِهِ لَلاِِمامِ عليٍّ بنِ مُوسى الرِضا عليه السلام وذلِكَ لاََنَّ جَميعَ الناسِ أشارُوا إِليهِ بِأَصابِعِ الاتّهامِ.. وافْتُضِحَ أَمرُهُ.. فَأَرادَ إِظهارَ احْتِرامِهِ.. وَتقدِيرِهِ وَمَحَبَّتِهِ لَلاِِمامِ مُحمّدٍ الجَوادِ عليه السلام فَيكُونُ بِذلِكَ قَدْ قَدَّمَ دَلِيلاً لَرُبَّما يَنْطِلي عَلى الكثيرِينَ مِنَ الناسِ.. وَيُثْبِتُ لَهُمْ إِلى حَدٍّ ما حُسْنَ نَواياهُ تِجاهَ أَئِمَّةِ أَهلِ البَيْتِ عليهم السلام وَالسَبَبُ الآخَرُ : هُوَ أَنَّ المأمونَ أَرادَ استِغلالَ عُمْرِ الاِمامِ محمّدٍ الجوادِ عليه السلام كَونُهُ ما يَزالُ صَبيّاً.. وَقَدْ كانَ يَعتَقِدُ أَنَّهُ لا يَمْلِكُ مِنَ العِلمِ مَا يُؤَهِّلُهُ لِلاِِمامَةِ.. فأَراد المأْمونُ بِذلكَ أَنْ يَضعَ الاِمامَ الجوادَ عليه السلام فِي مُناظَرةٍ يَظُنُّ مِنْ نَتيجَتِها أَنَّهُ يَحُطُّ مِنْ مَكانَتِهِ عليه السلام أَمامَ الناسِ..
فَقالَ حامدٌ بِتَعَجُّبٍ شَدِيدٍ : ـ هذا الحاكِمُ يا أَبي يُفَكِّرُ عَلى نحوٍ يَختلِفُ تَماماً عَمّا كانَ يُفَكِّرُ بِهِ حُكّامُ الاَُمَويّينَ والعبّاسيّين.. فَهُوَ يُظهِرُ لاََِئِمّةِ أَهلِ البَيتِ عليهم السلام حُبّاً