وتَعظيماً ويُخْفي مَكْراً شَديداً.. وكَيْداً عظيماً.. يُريدُ بِذلِكَ انْهِيارَ المذهَبِ الشِيعيِّ
بِانْهِيارِ فِكْرةِ الاِِمامَةِ فِيهِ.. وَإِطْفاءِ نِجْمِها المتَأَلِّقِ.. وهذا ما يَسعى إِليهِ المأْمونُ الآنَ
مَعَ الاِمامِ محمّدٍ الجوادِ عليه السلام ..

ـ نَعَمْ يا بُنيَّ.. لذلك كان أوّلَ مَا اتَّبَعهُ المأْمونُ في خِطَّتِهِ لاِِِبعادِ كُلِّ شُبْهةٍ عَنْهُ
أنّهُ أَمَرَ بِتَزويجِ ابْنَتِهِ أُمُّ الفَضْلِ مِنَ الاِمامِ محمّدٍ الجوادِ عليه السلام فَاعْتَرَضَ المُقرَّبُونَ مِنَ
المأمونِ.. واجْتَمَعوا حَولَهُ مَعاتِبينَ : ـ أَتُزَوِّجُ ابْنَتَكَ وَقُرَّةَ عَينَيْكَ صَبيّاً لَمْ يَتَفَقَّهْ في
دِينِ اللهِ بَعْدُ.. وَلا يَعرِفُ حَلالَهُ مِنْ حَرامِهِ..؟! اصبِرْ عَليهِ حتّى يقرأَ القُرآنَ..
ويَعرِفَ الحلالَ مِنَ الحرامِ..

فقالَ لَهُمْ المأمونُ : ـ إِنّهُ لاَََفْقَهُ مِنْكُمْ.. وأَعْلَمُ بِأَحْكامِ اللهِ تَعالى وسُنّةِ رَسولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم ..
وأَقْرأُ لِكتابِ اللهِ مِنْكُمْ.. وأَعْلمُ مِنْكُمْ بِمُحْكَمِهِ ومُتَشابِهِهِ.. وناسِخِهِ ومَنْسُوخِهِ..
وظاهِرِهِ وباطِنِهِ.. وخاصِّهِ وعامِّهِ.. وتَنْزِيلِهِ وتأْوِيلِهِ.. اسألُوهُ فَإنْ كانَ الاَمرُ كَما