
فَقَالَ لَهُ الاِمامُ الجوادُ عليه السلام : ـ أَقَتَلَهُ في حِلٍّ أمْ حَرمٍ.. ؟ عالِماً كانَ أَمْ جاهِلاً.. ؟
عَمْداً أمْ خَطأً.. ؟ عَبْداً كانَ الُمحرِمُ أَمْ حُرّاً.. ؟ صَغِيراً كانَ أَمْ كَبيراً.. ؟ مُبدِئاً أمْ
مُعيداً.. ؟ هَلْ الصيدُ كانَ مِنْ ذواتِ الطَيرِ أَمْ غيرِهِ.. مِنْ صِغارِ الطَيرِ كانَ أَمْ
كبيرِهِ..؟ مُصِرّاً أَمْ نادِماً.. ؟ بالليلِ كانَ الطيرُ في وكرِهِ أمْ نَهاراً أَمامَ عيونِ الناسِ ؟
والُمحرِمُ هَلْ كانَ مُحرِماً للحَجِّ أَمْ للعُمْرةِ.. ؟

فَانْقَطعَ يَحيى انْقِطاعاً لَمْ يَخْفَ عَلى أحدٍ مِنْ أَهلِ المجلِسِ.. وتَحَيَّرَ الناسُ عَجَباً
مِنْ كلامِ الاِِمامِ محمّدٍ الجوادِ عليه السلام فَأَشارَ المأمونُ إلى الاِِمامِ عليه السلام بِأنْ يُعرِّفَهُمْ عَلى كلِّ
صِنْفٍ مِنَ الصَيدِ.. فَبَيَّنَ لَهُمْ الاِمامُ حُكْمَ كلِّ حَالَةٍ مِنْ هذِهِ الحالاتِ.. مِمّا زادَ في
تَعَجُّبِ الحاضِرينَ ودَهْشَتِهِمْ.. فَالْتَفَتَ المأمونُ إلى المقَرَّبِينَ إِليهِ مِنْهُمْ قائِلاً : هَلْ
فِيكُمْ مَنْ يُجِيبُ مِثْلَ هذا الجَوابِ.. ؟!!

فَقالوا لَهُ : ـ لا واللهِ ، وَلا حتّى القاضِي..