6 4
لاعِلاقَةَ لَهُمْ بِالاِِسلامِ.. جَرُّوا المُسلِمينَ وجَعَلُوهُمْ يَحْمِلُونَ أَفكارَهُمْ..
وَماذا كانَ دورُ الاِِمامِ الباقرِ عليه السلام إِزاءَ هذِهِ الظُروفِ..؟ فَإِنّي قَرَأْتُ عَنْهُ. وَعَرفْتُ أَنَّهُ خَلِيفةُ أَبيهِ عَليٍّ بنِ الحُسينِ عليهما السلام وَوَصِيّهِ القائِمِ بِالاِِمَامَةِ مِنْ بَعْدِهِ.. وَقَدْ بَرَزَ عَلى جَمِيعِ إِخْوَتِهِ بِالفَضْلِ والعِلْمِ والزُهْدِ والسُؤْدَدِ.. وَكَانَ أَنْبَهُهُمْ ذِكْراً . وأَجلُّهُمْ عِنْدَ العامّةِ والخَاصَّةِ.. وأَعظَمُهُمْ قَدْراً.. فَلَمْ يَظْهَرْ مِنْ وُلْدِ الحَسَنِ والحُسَينِ عليهما السلام بِقَدْرِ مَا ظَهَرَ مِنَ الاِمامِ الباقرِ عليه السلام فِي مَجالِ العُلومِ والآثارِ والسُنّةِ والتَفْسِيرِ وَسائِرِ الفُنُونِ.. لِذلِكَ لُقِّبَ بِالباقِرِ لِتَبَقُّرِهِ بالعِلْمِ أَيْ إنَّهُ تَوَسَّعَ فِيهِ وَعَرَفَ جَمِيعَ مَبادِئِهِ وأُصولِهِ.. وَبِما أَنَّهُ أَحدُ الاََئِمَّةِ الاثْنَيْ عَشَرَ لِذلَكِ أَنا أَسأَلُكَ عَنْ دَورِهِ فِي هذِهِ الظُروفِ..
ـ فِي هذا الجَوِّ المَشْحُونِ بِالصِراعِ العَقائِديِّ.. وَجَدَ الاِِمامُ مُحَمَّدُ الباقِرُ عليه السلام أَنّ مَصْلَحَةَ الاِِسلامِ تَفْرُضُ عَلَيهِ أنْ يَنْصَرِفَ إلى الدِفاعِ عَنْ العَقيدةِ ونَشْرِ تَعاليمِ الاِسلامِ.. فَالتَفَّ حَوْلَهُ الآلافُ مِمَّنْ يَطْلُبُونَ العِلْمَ والحَدِيثَ مِنْ شِيعَتِهِ وَغَيرِهِمْ..