
ـ لكِنْ يا أبي نَحنُ نَعرِفُ أنَّ الاَئِمّةَ مِنْ أهلِ بَيْتِ النّبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم هُمْ
مَعصُومُونَ وَمُنَزَّهُونَ.. وَقَدْ نَصَّتْ عَلى ذلِكَ بَعضُ آياتِ القُرآنِ الكرِيمِ..

وأحادِيثُ الرَّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم ومِنْ خِلالِ ذلِكَ نَعرِفُ أنَّ أهلَ البيتِ عليهم السلام هُمْ أحَقُّ
بالاِمَامَةِ مِنْ غَيرِهِمْ.. فَما هُو دَورُ الاِمامِ جعفرٍ الصادقِ عليه السلام إزاءَ هذِهِ المذاهِبِ.. ؟

ـ وَسَطَ هذِهِ المذاهِبِ مارَسَ الاِمامُ الصادِقُ عليه السلام مُهِمّاتِهُ ومسؤُولِيّاتِهِ العِلمِيَّةَ
وَالعَقائِديَّةَ كَإمامٍ وأُستاذٍ وعالِمٍ فَذٍّ لا يُنافِسُهُ أيُّ أُسْتاذٍ أو صاحبِ مَعرفَةٍ.. فَقَد
كانَ قِمَّةً شامِخَةً وَمَجْداً فَريداً.. فَجَّرَ يَنابيعُ المعرِفَةِ.. وَأفاضَ العُلومَ والمعارِفَ عَلى
عُلَماءِ عَصرِهِ.. فَكانَ أساساً وقاعدةً عِلمِيَّةً وعَقائِدِيةً مَتِينَةً ثَبَتَ عَليها بناءُ
الاِسلامِ.. وَاتّسعَتْ آفاقُهُ ومَداراتُهُ.. وَكيفَ لا يكونُ كَذلِكَ وعِلْمُهُ عِلْمُ
رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ودَورُهُ امتدادٌ لِرسالَتِهِ.. فَقامَ بمهمَاتِهِ الشَّرعِيةِ كَإمامٍ مسؤولٍ عَنْ
نَشْرِ الشَّرِيعَةِ وحِفظِ أُصولِها.. وَقَدْ ساهَمَ كَذلِكَ في زَمَنِ أبِيهِ الاِمامِ مُحمَّدٍ