6 4
ـ وَكَيفَ تَمكّنَ العبّاسيِّونَ مِنْ إسقاطِ الحُكمِ الاَُموي.. ؟
ـ يَرجعُ ذلِكَ إلى سَبَبينِ.. الاَوّلُ : هو معرفةُ العبّاسيِّينَ بِما فِي قُلُوبِ النّاسِ مِنْ بُغضٍ وَحقدٍ وكَراهِيةٍ لِلاَُمَويَينَ بِسَبَبِ ما عانوهُ مِنْ ظُلمٍ واضطِهادٍ وقَتْلٍ وكَوارِثٍ طِوالَ فَترةِ حُكْمُ الاَُمويّينَ.. الاَمرُ الّذي سَيَدْفَعُهُمْ إلى القِتالِ ضِدَّهُمْ لو نَشَبَتْ الثورةُ.. وَالسَّبَبُ الثاني : هو حِينَما نَشَبَتْ الثورةُ.. أعلنَ العبّاسيّونَ أنَّهُمْ لم يَفعَلُوا هذا إلاّ لِنَيل رِضى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَذلِكَ بِعَودَةِ الخِلافَةِ إلى آلِ بَيتِ الرّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم .. وبِما أنَّ أهلَ البيتِ عليهم السلام كَانُوا هُمْ الطلِيعَةَ والقيادةَ والشِعارَ المحبوبَ لَدى جَماهيرِ الاَُمَّةِ.. فَقَدْ بَدأتْ الحَرَكَةُ ضِدَّ الحُكمِ الاَُمَوي باسْمِهِمْ عليهم السلام ، وَقَدْ كانَ الاِمامُ جَعفرٌ الصادقُ عليه السلام مُحِيطاً بِجَميعِ الاَحداثِ.. لِذلِكَ حَذَّرَ شِيعَتَهُ مِنَ الاندِفاعِ خَلفَ هذِهِ الشِعاراتِ الزائِفَةِ الخَدّاعةِ.. وَبيّنَ لهمُ النتائِجَ التي سَتَنْتَهِي إليها الاَحداثُ.. وَبَعدَ أنْ انتَهَتْ المعرَكةُ لِصالحِ العبّاسيِّينَ.. وتَمَكَّنُوا مِنْ تأسِيسِ