
صَمَتَ بُرهةً يَتَأَمَّلَنِي.. ثُمّ أَرْدُفَ قائِلاً : ـ مَعْذِرَةً يابُنيَّ..! يَبْدُو أَنَّكَ مِنْ زَمَنٍ
غَيرَ زَمَنِنَا.. ؟!!

فَقلْتُ لَهُ مُبتَسِماً : ـ لا بأسَ عَلَيْكَ يا شَيخُ إِذا كُنْتَ لا تُطيقُ الاِِجابَةَ عَلى

سُؤالِي.. فَهَلْ يُمكِنُ لَكَ اَنْ تُعرِّفَنِي بِذلِكَ الرَجُلُ الَّذِي يَملاَُ المَدينَةَ مِنْ حَولِنا بُكاءً
وَنَحِيباً.. ؟

فَتَنَهَّدَ قَائِلاً : ـ ذلِكَ الرجُلُ يا بُنيَّ هُوَ الاِمامُ عليٌّ بنُ الحسينِ السَجّادِ عليه السلام . وَهُوَ
مِنْذُ واقِعَةِ الطَفِّ عَلى هذِهِ الحالَةِ..

فَقُلْتُ مُنْدَهِشاً : ـ وهَلْ سَيَقْضِي الاِمامُ السَجّادُ عليه السلام حَياتَهُ بالبُكاءِ عَلى مُصِيبةِ
وَالِدِهِ الاِمامِ الحُسينِ عليه السلام .. ؟! إِذَنْ ما هُوَ دَورُه إِزاءَ هذِهِ الاََحْداثِ كَوْنَهُ إِماماً
مَعْصوماً تَقَعُ عَلَيهِ مَسؤُولِيةُ الحِفاظِ عَلى رسالةِ جَدِّهِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم .

وَفِي هذِهِ الاََثْناءِ.. وَجَدْتُ الشَيخَ يَرفَعُ يَدَهُ فِي وَجْهِي قائِلاً: ـ لاياوَلَدِي!