5 3
يَجِبُ أَنْ لاَ تَشُكَّ أَبداً في دَورِ الاِِمامِ السَجّادِ عليه السلام .. لاََِنَّ مَا جَاءَ فِي الرِسالةِ الُمحمّدِيّةِ الاَصِيلَةِ لاَ يُمْكِنُ اَنْ تَتَجَسَّمَ كامِلُ أَفعالِهِ فِي شَخْصِ أَيِّ إِنسانٍ مَهْما يَكُنْ ، سِوى فَي أَهلِ بَيتِ النُبُوَّةِ عليهم السلام فَهُمْ مَعْدِنُ الرِسالَةِ وَمَهْبِطُ الوَحيِّ ومُخْتَلَفِ الملائِكَةِ.. بِهِمْ فَتَحَ اللهُ.. وبِهِمْ يَخْتِمُ.. وَبُكاءُ الاِمامِ السِجّادِ عليه السلام يا وَلَدِي لَيسَ لِما حَصَلَ لِوالِدِهِ الاِِمامِ الحُسينِ عليه السلام وَلاَهْل بَيْتِهِ مِنْ مَصائِبَ وفَواجِعَ فِي يومِ العاشرِ مِنْ مُحَرَّمِ.. وَإِنّما هُوَ يَبكِي لِيُذَكِّرَ الناسَ بِأَهمِّيّةِ الاََسْبابِ التِي دَعَتِ الاِمامَ الحُسينَ عليه السلام إلى تِلْكَ التَضْحِيَةِ الكَبِيَرةِ التِي نَتَجَتْ عَنْها اسْتِشْهادُهُ.. واسْتِشْهادُ أَوْلادِهِ وإِخْوَتِهِ وأَبناءِ إِخْوَتِهِ وأَصْحابِهِ وسَبْيُ نِسائِهِ ، فِي ثَورةٍ أرادَ بِها إِيقاظَ الضَمِيرِ الاِِنسانيِّ.. وَتَوعيةَ العَقْلِ المُفَكِّرِ.. وَمَا بُكاءُ الاِمامِ السَجّادِ عليه السلام إِلاّ ثَورةٌ مُكَمِّلَةٌ لِثَورَةِ أَبِيهِ الاِمامِ الحُسَينِ عليه السلام يُرِيدُ بِها إِيقاظَ عَواطِفِ النَاسِ وضَمائِرِهِمْ.. وتَذكيرَهُمْ بما قَدَّمَهُ وَالِدُه الاِِمامُ الحسينُ عليه السلام بَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ الاَُمويونَ يَجُرُّونَ النَاسَ إِلى مَجالِسِ اللهْوِ