والرَقْصِ والغِناءِ والخَمْرِ.. والناسُ يَنْساقُونَ مُتَناسِينَ بِذلِكِ ما ضَحّى بِهِ الاِمامُ
الحُسينُ عليه السلام مِنْ أَجْلِهِمْ.. لِهذا وَجَدَ الاِمامُ السجّادُ عليه السلام أَنَّ مِنْ واجِبِهِ إِصلاحَ ما
أَفْسَدَهُ الاَُمَويُونَ فِي رِسالةِ جَدِّهِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وأَرادَ بِذلِكَ إِكمالَ الطَرِيقِ الّذِي
رَسَمَهُ وَالِدُهُ سَيّدُ الشُهداءِ عليه السلام .. فَهْوَ حِينَ يَبكِي عَلى المصائبِ العَظِيمَةِ التِي حَدَثَتْ
فِي يَومِ العاشِرِ مِنْ مُحَرَّمِ.. يُريدُ بِذلِكَ تَذكِيرَ النَاسِ بِهذِهِ الفاجِعَةِ المُؤْلِمَةِ التِي حَفِظَ
مِنْ خِلالَها وَالِدُهُ الاِمامُ الحُسينُ عليه السلام المبادىََ الاِِسلاميّةَ الاَصِيلَةَ.. وَعَلَّمَهُمْ كَيفِيَةَ
الدِفاعِ عَنْها والتَضْحِيَةَ مِنْ أَجْلِها.. لاََِنَّ فِيها كَرامَتَهُمْ.. وَشَرَفَهُمْ.. وآخِرَتَهُمْ..

وَلِذلِكَ فَالاَِمامُ السَجّادُ عليه السلام حَتّى عِنْدَما يَخْرُجُ إلى السُوقِ.. فَيشاهِدُ قَصّاباً يَذْبَحُ
خَروفاً يَسْأَلَهُ عَمّا إذا كانَ قَدْ سَقى الخَروفَ ماءً قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَهُ أَمْ لا.. فَيُجِيبَهُ
القَصّابُ بِأَنَّهُ لا يَذْبَحُ خَروفاً حَتّى يُسْقِيهِ ماءً.. هُنا يُحَدِّقُ الاِِمامُ السجّادُ عليه السلام فِي
وُجُوهِ الجُمُوعِ مِنَ النَاسِ.. لِيَقُولَ لَهُمْ : ـ (انْظُروا : الكبشُ لا يُذْبَحُ حَتّى يُسْقى