8 6
فَرُوَيْداً لا يَغُرَّنَّكُم حَتّى تَنْظُروا أَيكونُ هَواهُ عَلى عَقْلِهِ.. أَمْ يَكونُ عَقْلُهُ عَلى هَواه.. وَكَيْفَ مَحَبَّتُهُ لِلرِئاسَةِ الباطِلَةِ وَزُهْدُه فِيها.. فَإِنَّ فِي الناسِ مَنْ يَتْرُكُ الدُنْيا لاََِجْلِ الدُنيا.. وَيَرى أَنَّ لَذّةَ الرِئاسَةِ الباطِلَةِ أَفْضَلَ مِنْ رِئاسَةِ الاََمْوالِ والنِّعَمِ المُباحَةِ الُمحلَّلَةِ.. فَيَتْرُكَ ذلِكَ طَلباً لَها حَتّى إِذا قِيلَ لَهُ : (اتّقِ الله..) أَخْذَتْهُ العِزّةُ بِالاِِثْمِ.. فَحَسْبُهُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهادِ.. فَهْوَ يَتَخَبَّطُ بِشَكْلٍ عَشوائيٍّ يَقُودُهُ طَلَبُهُ إلى الخَوضِ فِي طُغيانِهِ.. فَيُحِلُّ ما حَرَّم اللهُ.. ويُحرِّمُ ما أَحَلَّ.. لا يُبالِي بِما فاتَ مِنْ دِينِهِ إذا سَلِمَتْ لَهُ الرِئاسَةُ.. .
ـ مَعنى هذا أَنَّ الاِمامَ السَجّادَ عليه السلام حِينما وَجَدَ أَنَّ الظُروفَ غَيْرَ مُناسِبَةٍ للقيام بِأَيِّ عَمَلٍ عَسْكَرِيٍّ.. اسْتَخْدَمَ أُسْلُوباً فِي الاِِصلاحِ وَتَوْعيةِ الناسِ.. لِيَقِفَ بِهِمْ فِي مُواجَهَةِ الحُكْمِ الاَُمَويِّ بَعْدَ أنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ إِسْقاطِ الاََقْنِعَةِ التِي تُغَطّي سِياسَةَ هذا الحُكْمِ..
فَتَهَلَّلَ وَجْهُ الشَيْخِ فَرَحاً وَهُوَ يقولُ لِي : ـ نَعَمْ . هذا ما أَرَدْتُ تَوْضِيحَهُ لَكَ