بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أهل الحمد ووليِّه ، والدَالِّ عليه والمجازي به ، والمثيب عنه ، حمداً يزيد ولا يبيد ، ولا يصعد ولا ينفد ، جلَّ جلالُه ، وعظُم سلطانه ، وتعالى مكانه ، وتقدَّست أسماؤه ، واتَّصَلَتْ آلاؤه ، وتواضع كلُّ شيءٍ لهيبته ، وخضع كلُّ شيءٍ لملكه ورُبوبيّته ، ولا يدرك الواصِفونَ صفته ، ولا تبلغ الأوهام كُنْهَ معرفته ، فهو كما وصف نفسه : إلهاً واحداً أحداً صمداً ، لم يَلِدْ ولم يُولدْ ولم يكن له كفواً أحدٌ .
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمّداً عبدُه ورسوله ، أعطاه الوسيلة ، وشرّفه بالفضيلة ، وأكرَمَه بالرّسالة ، وأيّده بالدَّلالة ، وأبان به الإسلام ، وفضّله على جميع خلقه من أهل سَمائه وأرضه ؛ وبَرِّه وبَحره ، فضلاً لا يسمو إليه حَدٌّ ، ولا يبلغه واصفُ ، وفضّل به أهل بيته على جميع الأنام ، وجعلهم الحُجج البالغة ، وأيّدهم بالإمامة ، وافترض طاعتهم على جميع مَن به دان ، ولله وحّد ، وبرسوله صلّى الله عليه وآله أقرَّ ، وجعل فضلَهم فضلاً لا يصفه واصفٌ ، ولا يدركه ناعِت ، ولا يبلغ منتهاه ذو لبّ ، ولا يطمع فيه طامع فجعلهم نجوم الأرض يهتدى بهم من الضّلالة ، يزيد بهم حيرة العَمى ، وجعلهم أوتاد الأرض أن تميد بأهلها ، وأبان فضلهم على لسان نبيّه صلّى الله عليه وآله ، وفرض على العباد مودَّتهم في كتابه النّاطق على لسان نبيّه الصّادق حيث يقول جلّ من قائل : « قُلْ لا أسْالُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ الموَدَّةَ في الْقُرْبى(1) » ، فأمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بحبّهم ، وحثّ على التَّقرُّب إليهم في بِرّهم ، وزيارتهم في حياتهم وبعد مماتهم ، وجعل لذلك ثواباً وفضلاً لا تحيط به الأوهام ،
____________
1ـ الشّورى : 23 .
( 4 )

وما لا يحصيه الأنام ، ولا يبلغ وصف واصف منه التّمام ، ففعلتْ اُمّته ضدَّ ما أمر الله على لسان نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقَتَلوا مَن اُمروا بمحبَّته ، وشَرَدوا مَن اُمروا بطاعَته ، وجَفوا مَن اُمروا بزيارته ، وأخافوا مَن قبل ذلك بأحسن قبول ، وقام به أحسن قيام على مقدار طاقة الإمكان وقدرة الزَّمان ، وعادوهم على ذلك ، ثمَّ مع ذلك يرجون بأنّهم يوفّقون للرّشاد ، وأنّهم مقيمون على السّداد ، مؤدُّون لما افترض عليهم باللَّيل والنّهارَ ، راجون شفاعة نبيّهم يوم القَرار ، كلاّ ! بل نبيّهم [ الـ ] ـ مخاصم لهم يوم المعاد ، والطّالب لهم بما فعلوا عند الثَّواب في يوم القيامة بين يدي رَبِّ الأرباب ، تبارك وتعالى عن ظلم العباد ، و « إنَّ رَبَّكَ لَبِالمرْصادِ(1) » .
وأنا مبيّن لك ـ أطال الله بقاءَك ـ ما أثاب الله به الزّائر لنبيّه وأهل بيته ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ بالآثار الواردة عنهم عليهم السلام على رَغم مَن أنكر فضلهم ذلك وجحده وأباه وعادى عليه ، وبالله أستعين على ذلك وعليه أتوكّل وهو حسبي في الاُمور كلّها ونعم الوكيل .
وإنّما دعاني إلى تصنيف كتابي هذا مسألتك وتَردادُك القول عَلي مرَّةً بعد اُخرى تسألني ذلك ، ولعلمي بما فيه لي من المثوبة والتَقرُّب إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسوله ؛ وإلى عليٍّ وفاطمة والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين وإلى جميع المؤمنين ببثّه فيهم ونشره في إخواني المؤمنين على جملته ، فاشغلتُ الفكر فيه ، وصرفت الهمَّ إليه ، وسالتُ اللهَ تبارك وتعالى العَون عليه حتّى أخرجته وجمعته عن الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم ولم أخرج فيه حديثاً روي عن غيرهم إذ كان فيما رُوّينا عنهم من حديثهم ـ صلوات الله عليهم ـ كفاية عن حديث غيرهم ، وقد علمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثّقات من أصحابنا ـ رحمهم الله [برحمته] ـ ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشُّذاذ من الرِّجال يؤثر ذلك عنهم عليهم السلام
____________
1ـ الفجر: 14 .
( 5 )

المذكورين غير المعروفين بالرّواية ؛ المشهورين بالحديث والعلم ، وسمّيته «كتاب كامل الزّيارات»(1) وفضلها وثواب ذلك وفصّلته أبواباً ، كلّ باب منه يدلّ على معنى لم أخرج فيه حديثاً يدلُّ على غير معناه فيختلف على النّاظر فيه والقارئ له ، ولا يعلم ما يطلب وأنّى وكيف ، كما فعل غيرنا من المصنّفين إذ جعلوا الباب بغير ما ضمّنوه فأخرجوا في الباب أحاديث لا تدلُّ على معنى الباب حتى ربّما لم يكن في الباب حديث يدلُّ على معنى بيّن من الأحاديث الّتي لا تليق بترجمة الباب ولا على شيء منه ، والّذي أردت بذلك التّسهيل على مَن أراد حديثاً منه قصد الباب الّذي يريد الحديث فيه فيجده ، ولئلاّ يملّ النّاظر فيه والقارىء له والمستمع لِقِرائته ، وليعلم ما خصّ الله به وليّه من زائري قبر الحسين والسّادة صلوات الله عليهم ، ولتكثر الرّغبة فيهم وفي زيارتهم(2) ـ صلوات الله عليهم ـ طلباً لما أعدّ الله جلَّ وعزَّ لهم من الثّواب الجزيل والفوز العظيم ، والله أسال بما هو أهله وبأحبّ أسمائه إليه أن يصلّي على محمّد وآله ، مكافاتي عليه ما أمّلته فأردته ، وأن لا يحرمني من ذلك برحمته وجوده وكرمه وصلّى الله على محمّد وآله الصَفوة الأخيار الأبرار وسلّم ، ورحمة الله وبركاته .
____________
1 ـ اختلف في اسمه ، قال في الذريعة : « هو الذي عبر عنه النجاشي بـ « الزيارات » ، والشيخ في الفهرست بـ « جامع الزيارات » ، لكن المشهورة : « كامل الزيارة » . للشيخ الأقدم أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي المتوفى سبع أو ثمان وستين و ثلاثمائة » . وقال : « نسخة كثيرة ، منها : في خزانة كتب الشيخ علي بن محمد رضا آل كاشف الغطاء بالنجف ، ومنها : في خزانة الخوانساري بها ، والسيد هبة الدين ، والاردوبادي ، وسيدنا الحسن صدر الدين ».
2 ـ في بعض النسخ : « ولتكثر الرغبة منهم ومن غيرهم في زيارتهم ».

( 6 )

الباب الأوَّل
( ثواب زيارة رسول الله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين)
ـ صلوات الله عليهم ـ

1ـ أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولُوَيه القمّي الفقيه قال : حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن قاسم بن يحيى ، عن جَدّه الحسن بن راشد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : بينا الحسين بن عليٍّ عليهما السلام في حِجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ رفع رأسه فقال له : ياأبة ما لمن زارَك بعد موتك؟ فقال : يابنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة ، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتى أخاك بعد موته فله الجنّة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة » .
2 ـ عنه(1) ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليَّ بن أسباط ، عن عثمان بن عيسى ، عن المُعلّى [بن] أبي شهاب ، عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : قال الحسين ـ صلوات الله عليه ـ لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما جزاء من زارَك؟ فقال : يا بُنَيّ من زراني حيّاً أو ميّتاً ، أو زارَ أباك أو زارَ أخاك أو زارَك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى اُخلّصه مِن ذنوبه » .
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ، عن أحمدَ بن إدريس ـ عمّن ذكره ـ عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عليّ ـ رفعه ـ «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا عليُّ من زارني في حياتي أو بعد مَوتي ؛ أو زارَك في حياتك أو بعد موتك ؛ أو زار ابنَيك في حَياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن اُخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى اُصيّره معي في درجتي» .
____________
1 ـ الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله القمّيّ .
( 7 )

4 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوب قال : حدَّثني عدَّة من أصحابنا ؛ منهم : أحمدُ بنُ إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمُركي بن عليّ ، عن يحيى ـ وكان خادماً لأبي جعفر الثّاني عليه السلام ـ عن بعض أصحابنا ـ رفعه إلى محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من زارني أو زارَ أحداً من ذرّيّتي زُرتُه يوم القيامة فأنقذته من أهوالها» .
5 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مهزيار ، عن أبيه الحسن ، عن أبيه علي بن مَهزيار قال : حدّثنا عثمان بن عيسى ، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب ، عن أبي عبدالله «قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أبتاه ما جزاء من زارك ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه من ذنوبه» .

الباب الثّاني
(ثواب زيارة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله)

1 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السَّدُوسيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة» .
2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ـ رحمه الله ـ ، عن محمّد بن الحسن ـ الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران « قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فداك ما لمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدا (1) ؟ قال : له الجنة » .
3 ـ حدثني جماعة من مشايخنا ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معاوية بن حُكيم ، عن عبدالرّحمن بن أبي نَجران «قال : سالت أبا جعفر عليه السلام عمّن زارَ قبر النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قاصداً؟ قال: له الجنّة» .
____________
1 ـ أي لمحض الزّيارة لا لشيء آخر .
( 8 )

4 ـ حدَّثني جماعةُ من مشايخنا بهذا الإسناد عن عبدالرّحمن بن أبي نَجران ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام «قال: قلت : ما لمن زارَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متعمّداً؟ قال : يدخله الله الجنّة ان شاءَ الله» .
5 ـ حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرَمي(1) « قال : قد أمرني أبو عبدالله عليه السلام أن أكثر الصّلاة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما استطعت ، وقال : إنّك لا تقدر عليه كلّما شئت ، وقال لي : تأتي قبرَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فقلت : نعم ، فقال : أما أنّه يسمعك من قريب ويبلّغه عنك إذا كنت نائياً » .
6 ـ وبإسناده عن سَيف بن عَميرَة ، عن عامر بن عبدالله «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّي زِدتُ جمّالي دينارين أو ثلاث على أن يمرٌ بي على المدينة ، فقال : قد أحسنت! ما أيسر هذا ؛ تأتي قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتسلّم عليه ، أما إنّه ليسمعك من قريب ويبلغه عنك من بَعيد» .
7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن أبي نجرانَ «قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جعلت فداك ما لمن زارَ قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متعمّداً؟ قال : يدخله الله الجنّة إن شاءَ الله» . 8 ـ حدّثني محمّد بن يعقوب ، عن عدَّة من رجاله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرّحمن بن أبي نجران «قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فِداك ما لمن زار قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متعمّداً ؟ قال : له الجنّة» .
9 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ؛ ومحمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمّد بن بُندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الدّيلمي ،
____________
1 ـ هو عبدالله بن محمّد الحضرميّ .
( 9 )

عن أبي جحر الأسلميّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ؛ ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي ؛ ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة ، ومن مات في أحد ـ الحرمين ؛ مكّة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب ؛ ومات مهاجراً إلى الله وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر» .
10 ـ حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السِّدُوسيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة» .
11 ـ حدّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب قال: حدّثني عليُّ بن سيف قال : حدّثني الفضل بن مالك النَّخعيُّ قال : حدّثني إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عن صفوان بن سُليم ، عن أبيه ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم « قال : من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة » .
12 ـ وعنه ، عن سلَمَة ، عن عليِّ بن سَيف قال : حدَّثني سليمان بن عُمَرَ ـ النَّخَعيّ ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، [عن آبائه] عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة» .
13 ـ وعنه ، عن سَلَمَةَ ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن السَّدُوسيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أتاني زائراً كنت له شفيعاً يوم القيامة» . 14 ـ وعنه ، عن سَلَمَة قال: حدثني زيد بن أبي زيد الهروي ، عن قتيبة بن سعيد «قال : قال رسول الله : من أتاني زائراً في المدينة محتسباً كنت له شفيعاً يوم القيامة» .
15 ـ حدّثني جماعة من مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمد بن إدريس جميعاً ، عن سَلَمَةَ قال : حدَّثني بعض أصحابنا بهذا الحديث عن ابن


( 10 )

أبي نَجرانَ «قال : قلت له : ما لمن زارَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متعمّداً؟ قال : يدخله الله الجنّة» .
16 ـ حدّثني أبي ؛ وجماعة من مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السَّدوسيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة» .
17 ـ حدّثني أبو الفضل محمّد بن أحمد بن سليمان ، عن موسى بن محمّد بن موسى ، عن محمّد بن محمّد الأشعث قال : حدَّثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال : حدَّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليِّ بن الحسين عليهم السلام «قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسّلام فإنّه يبلغني» .
18 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا بُنَيَّ من زارني حيّاً أو ميّتاً كان حقاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة واُخلّصه من ذنوبه» .
حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد بإسناده مثله .
19 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرّزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفُضَيل بن يَسار ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : إنّ زيارة قبر رسول الله تَعدل حجّة مع رسول الله مبرورة» .
20 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عُقبة ، عن زيد الشَّحّام «قال : قلت لأبي عبدالله : ما لمن زار قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : كمن زار الله في عرشه» .


( 11 )

الباب الثّالث
(زيارة قبر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والدُّعاء عنده

1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضّالَة بن أيّوب ؛ وصفوان ؛ وابن أبي عُمَير جميعاً ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تريد أن تدخلها ثمّ تأتي قبر النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فتسلّم على رسول الله ثمّ تقوم عند الاُسطوانة المقدّمة عن جانب القبر الأيمن عند رأس القبر وأنت مستقبل القبلة ومَنْكِبُك الأيسرُ إلى جانب القبر ومَنْكِبُك الأيمن ممّا يلي المِنبر ، فإنّه موضع رأس النّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وتقول : «أشْهَدُ أنْ لا إلـهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَأنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لإُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ(1) بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ أفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي إسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اللّـهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وعِبادِك الصّالحين وَأنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَأهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ؛ وَمَنْ سَبَّحَ لِرَبِّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاَْخِرينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَأمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّـهُمَّ وأعْطِهِ الدَّرَجَةَ و الْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاَْخِرُونَ، اللّـهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً (2)) ، وَإنّي أتَيْتُ نَبيَّكَ
____________
1 ـ بضمّ الهمزة وفتحها وكسرها جميعاً .
2 ـ النّساء : 64.

( 12 )

مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي، وَإنّي أتَوَجَّهُ إليكَ بنَبيِّك نَبي الرَّحمةِ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، يا محمّدُ إنّي أتَوَجَّه إلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ [بِكَ] لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي» ،
وإن كانت لك حاجةٌ فاجعل قبر النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم خلفَ كِتْفَك ، واستقبل القِبلةً ، وارفع يديك واسال حاجتك ، فإنّك أحرى أن تقضى إن شاءَ الله» .
2 ـ حدّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ ، عن عبدالله بن نُهَيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن عمّار «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إذا فَرَعتَ من الدُّعاء عند القبر فَأتِ المنبَر وامسَحه بيدك وخُذ برُمَانتَيه وهما السُّفلاوانِ ؛ وامْسَحْ وَجهَك وعَينَك به ، فإنّه يقال : إنّه شِفاءٌ لِلعَين ، وقم عنده فاحمد الله وأثْنِ عليه ، وسَلْ حاجتَك ، فإنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : ما بين منبري وبَيتي رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنَّ مِنبري على تُرْعَةٍ من تُرَع الجَنّة ، وقوائمُ المنبر رُتِّبَ في الجنة ـ والتُّرعة هي الباب الصّغير ـ ، ثمّ تأتي مقام النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فصلّ فيه ما بدا لك ، فإذا دخلت المسجد فَصَلِّ على محمّد وآله ، وإذا خرجت فافعل ذلك وأكثر من الصَّلاة في مسجد النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم » .
3 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكريّ ، عن الحسن بن عليّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليِّ بن مَهزيار ، عن عليِّ بن الحسن ابن عليِّ بن عُمرَ بن عليّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب ، عن عليِّ بن جعفر بن محمّد ، عن أخيه أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام «قال : كان عليُّ بن الحسين عليهما السلام يقف على قبر النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ويسلّم ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره ، ثمَّ يُسنِد ظهرَه إلى قبر النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المَرمَرة الخَضراء الدَّقيقة العَرض ممّا يلي القبر ويلتزق بالقبر ويسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلةَ ويقول :
«اللّهمّ إليك ألجأتُ أمري ؛ وَإلى قبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسْنَدْتُ ظَهري ، وَالقِبْلَةَ الَّتي رَضيتَ لِمُحمّدٍ استَقْبَلْتُ ، اللّهمَّ إنّي أصْبَحْتُ لا أمْلِكُ لِنَفْسي خَيْرَ ما أرْجُو لَها ولا أدَفْعُ عَنها شَرَّ ما أحْذَرُ عليها ، وأصْبَحتِ الاُمورُ بِيَدِك ولا فَقيرَ أفْقَرُ مِنّي ، إنّي لِما أنْزَلتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، اللّهُمَّ أرِدْني مِنكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِكَ ، اللّهمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبدِّلَ اسْمي أو أن تُغيّرَ جِسمي أو تُزِيلَ نِعمَتك عَنّي ، اللّهمّ زَيِّني بِالتَّقْوى وجَمِّلْني


( 13 )

بالنِّعَم وَاعْمُرْني بِالعافِيَةِ ، وَارْزُقْني شُكْرَ العافِيَةِ» .
4 ـ حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرَّحمن بن أبي نَجرانَ ؛ والحسين بن سعيد ؛ وغير واحدٍ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد بن مسعود «قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام انتهى إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فوضع يَدَه عليه وقال : « أسْالُ اللهَ الَّذي اجْتَباكَ وَاخْتارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ » ثمّ قال : « اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً(1)» .
5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي البلاد «قال : قال لي أبو الحسن عليه السلام : كيف تقول في التَّسليم على النَّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قلت : الَّذي نعرفُه وروِّيناه ، قال : أو لا اُعلِّمكَ ما هو أفضلُ مِن هذا؟ قلت : نعم جُعِلتُ فِداك ، فكتب لي ـ وأنا قاعِدٌ ـ بخطّه وقرأه عليٌّ : إذا وقفتَ على قبره صلّى الله عليه وآله وسلّم فقل :
«أشْهَدُ أنْ لا إلـهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، [ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ] وَأشْهَدُ أنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأشْهَدُ أنَّكَ خاتَمُ النٌبيّينَ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُمَّتِكَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ ، وَعَبَدْتَه حتّى أتاكَ الْيَقينُ ، وأدَّيْتَ الّذي عليك مِنَ الحَقّ ، اللّهمَّ صَلِّ علىُ محمّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِك ونَجيّكَ وأمِينِكَ وصَفِيّكَ وخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أفْضَلَ ما صَلَّيتَ علىُ أحَدٍ مِن أنبيائك ورُسُلِكَ ، اللّهُمّ سَلّمْ علَى محمَّدٍ وآل محمّدٍ كما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ في العالَمِينَ ، وَامْنُنْ علىُ محمّدٍ وآل محمّدٍ كما مَنَنْتَ علىُ موسى وهارون ، وبارِك على محمّدٍ وآل محمّدٍ كما بارَكتَ علىُ إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّك حَميدٌ مجيدٌ ، اللّهمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وتَرحَّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، اللّهمَّ رَبَّ البيتِ الحَرام ورَبَّ المسجدِ الحَرام ورَبَّ الرُّكْن والمقامِ ، ورَبَّ البَلَدِ الحَرام ، ورَبَّ الحِلِّ والحَرم ، ورَبَّ المشْعَرِ الحَرام ، بلِّغْ رُوحَ نَبِيِّك محمّدٍ منّي السَّلام»» .
____________
1 ـ الأحزاب : 56 .
( 14 )

6 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوب الكلينيُّ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سَهل بن زياد ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر « قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : كيف السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عند قبره؟ فقال :
«السَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ ، السَّلامُ عليكَ يا حَبيبَ اللهِ ، السَّلامُ عليكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ، والسَّلام عليك يا أمينَ اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ ، وعَبَدتَه مُخلِصاً حتّى أتاكَ اليَقينُ ، فجزاكَ اللهُ أفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِه ، اللّهمَّ صَلَّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ أفضلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ»» .

سلام مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام على جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

7 ـ [و] بإسناده ، عن سهل ، عن عليِّ بن حسّان ـ عن بعض أصحابنا ـ «قال : حضرتُ أبا الحسن الأوّل عليه السلام وهارون الخليفة ، وعيسى بن جعفر وجعفر بن يحيى بالمدينة ، وقد جاؤوا إلى قبر النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال هارون لأبي الحسن عليه السلام : تقدَّم ، فأبى ، فتقدَّم هارونُ فسلّم وقام ناحية ، فقال عيسى بن جعفر ، فقال جعفر لأبي الحسن عليه السلام : تقدّم ، فأبى ، فتقدّم عيسى بن جعفر فسلّم ووقف مع هارون ، فقال جعفر لأبي الحسنعليه السلام : تقدم فأبى فتقدم عفر فسلم ووقف مع هارون ، وتقدَّم أبو الحسن عليه السلام فقال : «السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَه ، أسالُ اللهَ الَّذي اصْطَفاكَ واجْتَباك وهَداك وهَدى بِك أنْ يُصلّي عَلَيكَ» ، فقال هارون لعيسى : سمعتَ ما قال؟! قال: نَعَم ، فقال هارون لعيسى : سَمعتَ ما قال ؟ ! قال : نَعَم ، فقال هارون: أشهد أنّه أبوه حَقّاً » .
8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جَدِّه عليًّ بن مهزيار ، عن علي بن الحسن العلوي ابن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب ، عن عليِّ بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبيه ، عن جدِّه عليهم السلام «قال : كان أبي عليُّ بن الحسين يقف على قبر النّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيسلّم عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره ، ثمَّ يسند ظهره إلى قبر النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المَرمَرة الخضراء الدَّقيقة العَرض ممّا يلي القبر ، ويلتزق بالقَبر ويُسندُ ظَهره إلى القَبر و


( 15 )

يستقبل القبلة فيقول :
«اللّهمّ إليك الجأْتُ أمري ، وَإلى قبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسْنَدْتُ ظَهري ، وَالقِبْلَةَ الَّتي رَضيتَ لِمُحمّدٍ استَقْبَلْتُ ، اللّهمَّ إنّي أصْبَحْتُ لا أمْلِكُ لِنَفْسي خَيْرَ ما أرْجُو لَها ولا أدَفْعُ عَنها شَرَّ ما أحْذَرُ عليها ، وأصْبَحتِ الاُمورُ كُلُّها بِيَدِك ، ولا فَقيرَ أفْقَرُ مِنّي ، إنّي لِما أنْزَلتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، اللّهُمَّ أرِدْني مِنكَ بِخَيْرٍ ، ولا رادَّ لِفَضْلِكَ ، اللّهمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبدِّلَ اسْمي [أ] و تُغيّرَ جِسمي ؛ أو تُزِيلَ نِعمَتك عَنّي ، اللّهمّ زَيِّني بِالتَّقْوى ، وجَمِّلْني بالنِّعَم وَاعْمُرْني بِالعافِيَةِ ، وَارْزُقْني شُكْرَ العافِيَةِ» .

ما يجب أن يُدعى به عند قبر سيِّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وتَحرٌج في المناسك
9 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا المؤمن ، عن إبراهيم بن ناجية ، عن إسحاقَ بن عمار «قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام : علِّمني تسليماً خفيفاً على النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال: قل: «أسْالُ اللهَ الَّذي انْتَجَبَكَ وَاصْطَفاكَ واختارَكَ وهَداكَ وهَدى بِكَ أنْ يُصَلّي عَلَيكَ صَلاةً كَثِيرةً طَيِّبةً» » .
10 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ ويعقوب بن يزيد ؛ وموسى بن عُمَرَ ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام «قال : قلت : كيف السَّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عند قبره؟ فقال : تقول :
«السَّلامُ عَلى رَسُولَ اللهِ ، السَّلام عليك وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ ، السّلام عليكَ يا مُحَمَّدُ بْنَ عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَهَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاَُِمَّتِكَ وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكِ وَعَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، فَجَزاكَ اللهُ أفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِهِ ، اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمِّدٍ وآلِ مُحَمِّدٍ أفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اِبْرهِيمَ وَآلِ إبراهيمَ ، اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ»» .