الباب الخامس والخمسون
(مَن زار الحسينَ عليه السلام حُبّاً لرسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة عليهم السلام)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ـ عن بعض أصحابه ـ عن جُوَيْريةَ بنِ العَلاء ـ عن بعض أصحابه ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ : أين زُوَّار الحسين بن عليِّ ، فيقوم عُنُقٌ مِن النّاس لا يُحصيهم إلاّ الله تعالى ، فيقول لهم : ما [ذا] أردتم بزيارة قبر الحسين؟ فيقولون : يارَبِّ أتيناه حُبّاً لرسول الله وحُبّاً لعليٍّ وفاطمة ؛ ورَحمةً له ممّا ارْتُكِبَ منه ، فيقال لهم : هذا محمَّدٌ وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم؛ فأنتم معهم في دَرَجَتهم؛ الحقوا بِلِواءِ رَسولِ اللهِ ، فينطلقون إلى لِواء رَسول الله فيكونون في ظِلِّه ـ واللِّواء في يد عليٍّ عليه السلام ـ حتّى يدخلون الجنّة ، فيكونون أمام اللِّواء وعن يمينه وعن يَساره ومِن خلفه» .
2 ـ وبإسناده ، عن أبي بصير «قال : سمعت أبا عبدالله ؛ وأبا جعفر عليهما السلام يقول : مَن أحَبَّ أن يكون مسكنُه الجنَّة ومأواه الجنّة فلا يدّع زيارةً المظلوم ، قلت: ومَن هو؟ قال : الحسين بن عليٍّ عليهما السلام صاحب كربلاء ، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحُبّاً لأمير المؤمنين وحُبّاً لفاطِمَة أقعده الله على مَوائد الجنّة ، يأكُل معهم والنّاس في الحساب»(1) .
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلف القمّي ، عن محمّد بن عيسى اليقطينيِّ ـ عن رَجل ـ عن فضيل بن عثمان الصّيرفيِّ ـ عمّن حدّثه ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أراد الله به الخير قذف في قلبه حُبّ
____________
1 ـ تقدّم الخبر في ص 147تحت رقم 1 ، ويأتي في الباب الآتي تحت رقم 2 بأدنى اختلاف في اللّفظ .
( 154 )

الحسين عليه السلام وحُبّ زيارته ، ومَن أراد الله به السّوء قذف في قلبه بُغض الحسين وبُغْض زيارته» .

الباب السّادس والخمسون
(مَن زار الحسين عليه السَّلام تشوّقاً إليه)

1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن أبي اُسامة زَيدٍ الشّحّام «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام تشوّقاً إليه كتبه الله مِن الآمنين يوم القيامة ، وأعطى كتابه بيمينه ، وكان تحت لِواء الحسين عليه السلام حتّى يدخل الجنّة فيسكنه في درجته ، إنّ الله عزيز حكيم» .
2 ـ وروي عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السّلام «أنَّ مَن أحبّ أن يكون مسكنه الجنّة ومأواه الجنّة فلا يَدعَ زيارة المظلوم ، قلت : مَن هو؟ قال : الحسين بن علي صاحب كربلاء ، مَن أتاه شَوقاً إليه وحُبّاً لرسول الله وحبّاً لأمير المؤمنين وحُبّاً لفاطمة عليهم السلام أقعده الله على موائد الجنّة ، يأكل معهم والنّاس في الحساب» .
3 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله(1) ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : لو يعلم النّاس ما في زيارة قبر الحسين عليه السلام مِن الفضل لماتوا شَوقاً ؛ وتقطَّعتْ أنفسهم عليه حَسرات ، قلت : وما فيه؟ قال : مَن أتاه تشوّقاً كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد مِن شهداء بدر ، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقةٍ مقبولة ، وثواب ألف نَسَمَة(2) اُريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظاً سنةً مِن كلِّ آفةٍ أهونها الشَّيطان ، ووُكّل به ملك كريم يحفظه مِن بين
____________
1 ـ هو الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى الأشعري.
2 ـ أي ثواب إعتاقهم مِن الرِّقّية.

( 155 )

يديه ومِن خلفه ، وعن يمينه وعن شِماله ، ومِن فوق رأسِه ومِن تحت قَدَمِه ، فإن مات سَنته حَضَرتْه ملائكةُ الرَّحمة يحضرون غُسْله وإكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويَفْسَح له(1) في قبره مَدَّ بَصَره ، ويؤمنه الله مِن ضَغْطَة القبر ، ومِن منكر ونَكير أن يروِّعاه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويعطى له يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب ، وينادي مُنادٍ : هذا مَن زار الحسين شَوقاً إليه ، فلا يبقى أحدٌ يوم القيامة إلاّّ تمنّى يومئذٍ أنّه كان مِن زُوّار الحسين عليه السلام» .
4 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب إبراهيم بن عثمان الخزَّاز ، عن محمَّد بن مسلم «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لِمَن أتى قبر الحسين عليه السلام؟ قال : مَن أتاه شَوقاً إليه كان مِن عباد الله المكرمين ، وكان تحت لِواء الحسين بن عليٍّ عليهما السلام حتّى يدخلهما الله [جميعاً] الجنّة» .
5 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي المَغرا ، عن ذَريح المحاربيِّ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما ألقى مِن قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين عليه السلام مِن الخير إنّهم يكذّبوني ويقولون : إنّك تكذب على جعفر بن محمّد ! قال : يا ذَريح دَع النّاس يذهبون حيثُ شاؤوا ، واللهِ إنَّ اللهَ ليباهي بزائر الحسين بن عليٍّ ، والوافد يفده الملائكة المقرَّبون وحملة عرشِه حتّى أنّه ليقول لهم : أما ترون زُوَّار قبر الحسين أتوه شَوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رَسول الله [محمّد] ، أما وعزَّتي وجَلالي وعَظمتي لأوجبنَّ لهم كَرامتي ؛ ولأدخلنَهم جنَّتي الّتي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورُسُلي ، يا ملائكتي ! هؤلاء زُوَّار قبر الحسين حبيب محمّد رَسولي ، ومحمَّدٌ حبيبي ، ومَن أحَبَّني أحَبَّ حبيبي ، ومَن أحَبَّ حبيبي أحبَّ من يحبُّه ، ومَن أبغض حبيبي أبغضَني ومَن أبغضني كان حقّاً عليَّ أنْ اُعذِّبه بأشدِّ عَذابي واُحرِقَه بِحَرِّ ناري ، وأجعل جَهنّم مسكَنَه
____________
1 ـ أي وسّع وفرج له .
( 156 )

ومأواه ، واُعذِّبه عَذاباً لا اُعذِّبه أحداً مِن العالمين» .
وحدَّثني مَن رفعه إلى أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله وأبا جعفر عليهما السلام يقولان : مَن أحبَّ أن يكون مسكنُه ومأواه الجنَّة ـ إلىُ آخره كما في صدر الباب ـ .

الباب السّابع والخمسون
(مَن زار الحسين عليه السّلام احتساباً)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريِّ قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحَجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن قُدامَةَ بن مالك ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ الحسين مُحتسباً لا أشَرَاً ولا بَطَراً ولا رياء ولا ولا سُمْعَةً مُحِصَتْ عنه ذنوبُه(1) كما يمحص الثَّوب بالماء ، فلا يبقى عليه دَنَس ، ويكتب له بكلِّ خُطْوةٍ حَجّة ، وكلّما رفع قدماً عُمرة» .
2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين(كذا) الخزَّاز ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت: جُعِلتُ فِداك ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وَجهَ الله تعالى والدَّارَ الآخرة؟ فقال له : يا هارونُ مَن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وجهَ الله والدَّار الآخرة غَفر الله ـ وَاللهِ ـ له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر ، ثمَّ قال لي ـ ثلاثاً ـ : ألم أحْلِف لك؟ ألم أحْلِفْ لك؟ ألم احْلِف لك؟!» .
3 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد
____________
1 ـ قال في النّهاية : «اصل المَحْص : التّخليص . ومنه تمحيص الذَنوب أي إزالتها» . وفي القاموس: «مَحَصَ الذَّهب بالنّار اخْلَصه مَما يَشُوبُه» . وفي نسخة: «يمضمض» أي يغسل . و «لا أشَراً ولا بطراً» قال الفيض ـ رحمه الله ـ : «الأشر والبطر متقاربان يعني سبب الطّغيان» .
( 157 )

ابن عيسى ، عن أبيه محمّد بن عيسى بن عبدالله ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن ميمون القَدّاح ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : ما لمن أتى قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام زائراً عارفاً بحقِّه ، غير مُسْتَنْكِفٍ ولا مُسْتَكْبر ؟ قال : يُكتب له ألفُ حَجّة مقبولةً ، والفُ عُمرة مَبرورةً ، وإن كان شَقيّاً كُتب سعيداً ، لم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ» .
4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدان بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زار قبر الحسين عليه السلام وهو يريد الله عزَّوجَلَّ شيَّعه جَبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتّى يردَّ إلى منزله» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال : شهدتُ أبا عبدالله عليه السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل خراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام وما فيه مِن الفضل ، قال : حدَّثني أبي ، عن جدِّي أنّه كان يقول: مَن زاره يريد به وَجْهَ الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمَولودٍ وَلَدَتْه اُمّه ، وشيّعتْه الملائكة في مسيره ، فرَفْرَفَتْ على رَأسه(1) قد صَفّوا بأجنِحَتِهم عليه حتّى يرجع إلى أهله ، وسألتِ الملائكةُ المغفرة له مِن رَبِّه ، وغَشيَتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السّماء ، ونادَتْه الملائكة : طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ ! وحفظ في أهله»(2) .
وحدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال: حدَّثنا عبدالرَّحمن قال : حدّثنا سعيد بن خَيْثم ، عن أخيه مُعَمّر «قال : سمعت زَيد بن عليٍّ يقول : مَن زار قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام لا يريد به إلا [وجه] الله تعالى غفر الله له جميع
____________
1 ـ رَفْرَف الطّائر : بسط جناحيه وحرّكهما . وصَفَّ الطّائر بسطهما ولم يحرّكهما.
2 ـ سيأتي الخبر في آخر الباب 62 تحت رقم 8 .

( 158 )

ذُنوبه ، ولو كانَتْ مِثلَ زَبَد البحر ، فاستكثروا مِن زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم» .
7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سِنان ، عن حُذَيْفَة بن منصور «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن زار قبر الحسين عليه السلام لله وفي الله أعتقه الله من النّار ، وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ولم يسألِ الله تعالى حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاه» .

الباب الثّامن والخمسون
(إنَّ زيارة [قبر] الحسين عليه السلام أفضل ما يكون مِن الأعمال)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعةٌ مِن أصحابنا ، عن سَعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي خديجة(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال : إنّه أفضل ما يكون مِن الأعمال» .
2 ـ وعنه(2) ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الوَشّاء ، عن أحمدَ بنِ عائِذ ، عن أبي خَديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال: إنّه أفضل ما يكون من الأعمال» .
3 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن الوَشّاء ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي خَديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال : إنّه أفضل ما يكون من الأعمال» .
4 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ـ عن رَجل ـ عن ابان الأزرق ـ عن رَجل ـ عن أبي عبدالله «قال : مِن أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسين عليه السلام ، وأفضل الأعمال عند الله
____________
1 ـ هو سالم بن مكرم الجمّال يكنّى به وبأبي سلمة.
2 ـ الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله .

( 159 )

إدخال السّرور على المؤمن ، وأقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى هو ساجدٌ باك» .
5 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله ، عن أبي الجَهْم ، عن أبي خَديجة «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما يبلغ مِن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال : أفضل ما يكون من الأعمال» .
6 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالرَّحمن بن أبي هاشم الرَّزَّاز قال : حدَّثنا سالم بن سلمة ـ وهو أبو خديجة ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ زيارة الحسين عليه السلام افضل ما يكون مِن الأعمال»(1) .

الباب التّاسع والخمسون
(إنّ مَن زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عَرشه)
(وكتب في أعلىُ علّيّين)

1 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ؛ ومحمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن زَيد الشَّحّام «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لِمَن زار قبر الحسين(2) عليه السلام؟ قال : كان كمن زارَ الله في عَرشه ، قال : قلت : ما لمن زارَ أحداَ منكم ؟ قال : كمن زارَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
2 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن الخَيبري ، عن الحسين بن محمّد القمّيِّ ، عن أبي الحسن الرِّضا عليه السلام «قال : مَن زارَ قبر أبي عبدالله عليه السلام بشطّ الفُرات كان
____________
1 ـ الخبر واحدٌ كما ترى ، وكذا سنده ، لكن كرّره المصنّف ـ رحمه الله ـ ونقله عن واحدٍ واحدٍ مِن شيوخه.
2 ـ كذا ، والصّواب ما يأتي في الباب السّتّين تحت رقم 4 ، وفيه : «ما لمن زار رسول الله وعليّاً عليهما السلام ـ إلخ» .

( 160 )

كمن زار الله فوق عَرشه»(1) .
3 ـ وحدَّثني عليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن عليِّ بن إبراهيم [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم ، عن محمّد بن عمر ، عن عُيَيْنة بيّاع القَصب(2) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه كتبه الله في أعلى علِّيّين» .
4 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي داودَ المسترقَ ، عن عبدالله بن مُسكان ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال : من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه الله(3) في أعلى علّيّين» .
5 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في علّيّين» .
6 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ؛ وسَعد بن عبدالله جميعاً ، عن عليِّ بن إسماعيلَ ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن هارون بن خارجة «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى علّيّين» .
7 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد القمّيِّ(4) «قال : قال لي
____________
1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : أي عبدالله هناك ، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك ، فإنّ زيارتهم كزيارة الله ، أو يحصل له مرتبة في القُرب كمن صعد عرش ملك وزاره.
2 ـ الظّاهر كونه عيينة بن ميمون بيّاع القصب البجليِّ مولاهم . وقد ذكر في كتب الرّجال : «عتبة بن ميمون» .
3 ـ في بعض النّسخ : «كُتب في أعلى علّيّين» . وعلّيّون : اسمٌ لأعلى درجات الجنّة.
4 ـ عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الجواد عليه السلام ، وجلّ روايته في هذا الكتاب عن الرّضا عليه السلام ، وتقدّم في ص 149 تحت رقم 3 عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، والظّاهر فيه إرسال .

( 161 )

الرّضا عليه السلام : مَن زار قبر أبي ببغداد كان كمن زارَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين إلاّ أنَّ لرسول الله وأمير المؤمنين عليهما السلام فضلهما ، قال : ثمَّ قال لي : مَن زار قبر أبي عبدالله بشطِّ الفُرات كان كمن زارَ الله فوقَ كُرسِيّه» .
8 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان ، عن ابن مُسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتبه الله في علّيّين» .
9 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فَضّال ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : من أتى قبر الحسين عليه السلام كتبه الله في عِلّيّين» .
10 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليٍّ الكوفيّ ، عن عبّاس بن عامِر ، عن رَبيع بن محمّد المُسْليِّ(1) ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : من أتى قبر الحسين عليه السلام كتبه الله في عِلّيّين» .
11 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه قال : حدَّثني محمّد بن الحسن بن شَمّون البَصريّ قال : حدَّثني محمّد بن سِنان ، عن بَشير الدَّهّان «قال : كنت أحجّ في كلِّ سنةٍ فأبطأت سنة عن الحجّ فلمّا كان مِن قابل حَجَجتُ ودَخَلتُ على أبي عبدالله عليه السلام فقال لي : يا بشير ما أبطأك عن الحجّ في عامنا الماضي ؟ قال : قلت : جُعِلتُ فِداك مال كان لي على النّاس خِفت ذهابه ، غير أنّي عَرَّفت عند قبر الحسين عليه السلام(2) ، قال : فقال لي : ما فاتك شيءٌ ممّا كان فيه أهل الموقف ! يا بشير مَن زار قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه كان كمن زارَ الله في عرشه» .
وعنه ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن بن شَمّون قال : حدَّثني جعفر بن
____________
1 ـ مُسْلِيَة : قبيلة من مَذْحِج ، ومحلّة لهم بالكوفة . (اللّباب)
2 ـ أي كنت يوم عرفة زرت قبر الحسين عليه السلام ، وعرَّف الحُجّاج وقفوا بعرفات .

( 162 )

محمّد الخُزاعيّ ـ عن بعض أصحابه ـ عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .
حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن عمِّه ـ عن رَجل ـ عن جابر نحوه .
12 ـ وحدَّثني أبي ؛ ومحمَّد بن عبدالله ـ رحمهما الله ـ عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد بن خالد الطّيالسيُّ ، عن ربيع بن محمّد ، عن عبدالله بن مُسْكانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتبه الله في عِلِّيّين» .

الباب السّتّون
(إنَّ زيارة الحسين والأئمّة عليهم السلام تعدل زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)

1 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جُوَيرية بن العَلاء ـ عن بعض أصحابنا(1) ـ «قال : مَن سَرَّه أنْ ينظر إلى اللهِ يومَ القيامة وتهوِّن عليه سَكْرَةُ الموت وهَول المطَّلَع(2) فليكثر زيارة قبر الحسين عليه السلام فإنَّ زيارة الحسين عليه السلام زيارة رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
2 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزّيّات ، عن الحسن بن محبوب ، عن فضل بن عبدالمَلِك ـ أو عن رَجل ، عن الفضل ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ زائر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام زائر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
3 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ الكلينيُّ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب . وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن زَيدٍ
____________
1 ـ كذا ، والظّاهر سَقَطَ «عن أبي عبدالله عليه السلام» من كلام الرّاويّ أو النّاسخ.
2 ـ المطَّلع : موقف القيامة الَّذي يحصل الاطِّلاع عليه بعد الموت . (المجمع)

( 163 )

الشَّحّام «قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لمن زارَ أحداً منكم؟ قال : كمن زار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد الآدميِّ ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن زَيدٍ الشَّحّام «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لمن زارَ رسول الله وعليّاً(1) عليهما السلام؟ قال : كمن زار الله في عَرشِه ، قال : قلت : فما لمن زار أحداً منكم ، قال : كمن زارَ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن زيد الشّحّام ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله .

الباب الحادي والسّتّون
(إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تزيد في العمر والرِّزق)
(وإنَّ تركها تنقصهما)

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ جميعاً ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن أبي أيّوب(2) ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فإنَّ إتيانه يزيد في الرِّزق ، ويَمدّ في العمر ، ويدفع مَدافع السّوء ، وإتيانه مفترضٌ على كلِّ مؤمنٍ يقرُّ للحسين بالإمامة مِن اللهِ عزَّوجَلَّ»(3) .
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «ما لمن زار الحسين عليه السلام» ، والظّاهر أنّ الصّواب ما في المتن.
2 ـ يعني إبراهيم بن عثمان الخزّاز الثّقة.
3 ـ قوله : «يدفع مدافع السَّوء» ، قال في الصِّحاح : المَدْفَعُ : واحد مَدافِع المياه الّتي تجري فيها . (تاج العروس) وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : لعلّ المراد الاُمور الَّتي يجري السّوء إليها ويستلزمها .

( 164 )

2 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله الحِميريّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبدالحميد ، عن سَيف بن عَميرة ، عن منصور بن حازم «قال : سمعناه(1) يقول : مَن أتى عليه حَولٌ لم يأت قبرَ الحسين عليه السلام أنقص الله مِن عُمره حَولاً ، ولو قلتُ : إنَّ أحَدَكم لَيَموت قبلَ أجلِه بثلاثين سَنَة لكنتُ صادقاً ، وذلك لأنّكم تتركون زيارةَ الحسين عليه السلام ، فلا تَدَعوا زيارَته يَمدُّ الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم ، وإذا تركتم زيارته نَقّصَّ الله مِن أعمارِكم وأرْزاقكم ، فتنافسوا في زيارته(2) ولا تَدَعوا ذلك ، فإنَّ الحسين شاهدٌ لكم في ذلك عند الله وعند رَسوله وعند فاطمة وعند أمير المؤمنين عليهم السلام» .
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ـ عمّن حدَّثه ـ عن عبدالله بن وَضّاح ، عن داودَ الحَمّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام» قال : مَن لم يَزُرْ قبرَ الحسين عليه السلام فقد حُرِم خيراً كثيراً ونقص مِن عُمره سَنَة» .
4 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن صَبّاح الحذاء ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : زوروا الحسين عليه السلام ولو كلَّ سَنةٍ ، فإنَّ كلَّ مَن أتاه عارفاً بحقِّه غيرَ جاحدٍ لم يكن له عِوَضٌ غير الجنّة ، ورُزق رِزقاً واسعاً ، وآتاه الله مِن قبلِه بفرح عاجل ـ وذكر الحديث ـ » .
وحدَّثني جماعة أصحابنا ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب بإسناده مثله سواء .
5 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبان ، عن عبدالملِك الخَثعميِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال لي : يا
____________
1 ـ منصور بن حازم كان من أصحاب الصّادق عليه السلام ، والضَمير راجع إليه عليه السلام .
2 ـ أي ارغبوا في زيارته .

( 165 )

عبدالملِك لا تدع زيارة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ومُرْ أصحابَك بذلك يَمدّ الله في عُمُرك ، ويزيد الله في رِزقك ، ويحييك الله سَعيداً ، ولا تموت إلاّ سعيداً ، ويكتبك سعيداً» .

الباب الثّاني والسّتّون
(إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تحطّ الذّنوب)

1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ـ عن بعض رجاله ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ زائر الحسين جعل ذنوبه جِسْراً على باب داره ثمَّ يعبرها ، كما يَخلِف أحدكم الجسرَ وراءَه إذا عَبَر[ه] » .
2 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدَّهَان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ الرّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج مِن أهله بكلّ خُطْوة مغفرةٌ مِن ذُنوبه ، ثمّ لم يزلْ يقدَّس بكلِّ خطوة حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله عزَّوجَلَّ فقال: عبدي سَلني اُعطك ، اُدعني اُجبك ، اُطلب مني اُعطك ، سَلني حاجتك اقضيها لك ، قال : وقال أبو عبدالله عليه السلام : وحقٌّ على الله أن يعطى ما بَذَل»(1) .
3 ـ وعنه بهذا الإسناد ، عن صالحِ بن عُقْبة ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السّلام «قال : إنّ ‏لله ملائكة مؤكّلين بقبر الحسين عليه السّلام ، فإذا همَّ الرَّجل بزيارته أعطاهم ذنوبه(2) ، فإذا خطا محوها ، ثمَّ إذا خطا ضاعفوا حسناته ، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنّة ، ثمّ اكتنفوه وقدَّسوه ، وينادون ملائكة السّماء أن قدِّسوا زوّار حبيب حبيب الله ، فإذا اغتسلوا ناداهم
____________
1 ـ مرّ الحديث بطريق آخر في ص 143 تحت رقم 5.
2 ـ أي صحيفة ذنوبه.

( 166 )

محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا وَفدَ اللهِ(1) أبشروا بموافقتي في الجنّة ، ثمَّ ناداهم أمير المؤمنين عليه السلام : أنا ضامِنٌ لقضاء حوائجكم ودَفْع البلاء عنكم في الدُّنيا والآکخرة ، ثمَّ اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم»(2) .
4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم ، عن المفضّل بن عُمَرَ ، عن جابر الجعفيِّ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ : فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسين عليه السلام ناداكَ منادٍ لو سمعت مقالته لأقمتَ عُمرَك عند قبر الحسين عليه السلام وهو يقول : طوبى لكَ أيّها العبد ؛ قد غَنِمتَ وسَلِمتَ ، قد غُفِرَ لك ما سلف فاستأنفِ العمل ـ وذكر الحديث بطوله ـ » .
5 ـ حدَّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز قال: حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخَيبريّ ، عن الحسين(كذا) بن محمّد القمّيِّ «قال : قال أبو الحسن موسى عليه السلام : أدنى ما يثاب به زائر الحسين عليه السلام بشاطِىُ الفُرات إذا عرف حَقّه وحُرمته وولايته أن يغفر ما تقدَّم من ذَنبه وما تأخّر(3)» .
6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَة ، عن زكريّا المؤمن أبي عبدالله(4) ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أراد أن يكون في كَرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد صلوات الله عليه وعلىُ آله ، فليكن للحسين زائراً ينال مِن الله أفضل الكَرامة(5) وحُسن الثَّواب ، ولا يسأله عن ذنب عَمِله في حياته الدُّنيا ولو كانَتْ ذنوبه عدد رَملِ عالِج وجبال تِهامَة وزَبَد البحر ، إنَّ الحسين [بن عليٍّ] عليهما السلام قُتِل مظلوماً مُضْطَهَداً نفسُه ، عَطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه» .
____________
1 ـ الوافد : الزّائر ، ووفد القوم عليه أي تواردوا.
2 ـ تقدّم الخبر بطريق آخر في ص142 تحت رقم 3.
3 ـ تقدّم الخبر مع بيانه في ص149 تحت رقم 3.
4 ـ المراد به زكريّا بن محمّد.
5 ـ في بعض النّسخ: «الفضل والكرامة» .

( 167 )

7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام «قال : مَن خرج مِن بيته يريد زيارة قبر أبي عبدالله الحسين بن عليٍّ عليهما السلام وكّل الله به مَلَكاً فوضع أصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يَردَ الحائر ، فإذا خرج مِن باب الحائر وضع كفّه وسط ظهرِه ، ثمَّ قال له : أمّا ما مضى فقد غُفِرَ لك فاستأنفِ العَمَل» .
وبهذا الإسناد ، عن الحسن بن راشد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد بإسناده مثله .
8 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرّحمن الأصَمّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال : شهدتُ أبا عبدالله عليه السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل الخراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين عليه السلام وما فيه من الفضل ، قال : حدَّثني أبي ، عن جدِّي أنّه كان يقول : مَن زارَه يريد به وجه الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمولود وَلَدَتْه اُمُّه ، وشَيَعتْه الملائكة في مَسيره ، فَرَفْرَفَتْ على رأسِه قد صَفّوا بأجْنِحَتهم عليه حتّى يرجع إلى أهله ، وسألتِ الملائكة المغفرةَ لَه مِن رَبِّه ، وغَشيتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السَّماء ، ونادَتْه الملائكة : طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ وحُفِظ في أهله»(1) .

الباب الثّالث والسّتّون
(إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تَعدِلُ عُمْرَة)

1 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر «قال : سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرّضا عليه السلام عمّن أتى قبر الحسين عليه السلام ، قال: تَعدِل عُمرَة» .
____________
1 ـ تقدّم الخبر في ص157 تحت رقم 5 وسيأتي بطريقين آخرين في باب 66 و67 .
( 168 )

2 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي عثمان ، عن إسماعيل بن عَبّاد ، عن الحسن بن عليِّ ، عن أبي سعيد المدائنيّ «قال : دَخلتُ علىُ أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جُعِلتُ فِداك آتي قبر الحسين ؟ قال : نَعَم يا أبا سعيد ائتِ قبر ابن رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أطيبِ الطّيّبين وأطْهرِ الطّاهرين وأبَرِّ الأبرار ، فإذا زُرْتَه كُتِبَ لك اثنتان وعشرون عُمْرَة(1)» .
3 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان «قال : سمعت الرّضا عليه السلام يقول : زيارة قبر الحسين عليه السلام تَعدِلُ عُمرَة مَبرورَة متقبّلة» .
4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد؛ وعبدا‏ ابني محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن الحسن بن الجَهْم «قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام؟ فقال لي : ما تقول أنت فيه؟ فقلت : بعضنا يقول حَجّة ، وبعضنا يقول : عُمْرَة ، فقال : هو عمرة مقبولة»(2) .
____________
1 ـ الخبر مذكور في الكافي (ج4 ص581 تحت رقم 4) بسند آخر عن أبي سعيد المدائنيّ وفيه : «كتب الله لك به خمسة وعشرين حجّة».
2 ـ قال اُستاذنا الغفّاري ـ أيّده الله ـ : كأنّ اختلاف مبلغ الثّواب في الرّوايات كما يأتي في الباب الآتي تارةً لاختلاف عقول الزّائرين ، واُخرى لاختلاف الزَّمان بمنع الظّالمين ، وشدَّة الخوف وعدم ذلك ، ويجب أن يُعلم أنّ ثواب الزّائر في الأيّام الّتي كانت السّبيل إلى زيارته مفتوحة ، غير مَسدودة ولا ممنوعة غير ثواب الزّائر في أيّام المنع مِن زيارة قبره عليه السلام ، ووجود الخوف مِن قوّاد السّلطان ، وجور الخلفاء على قبره الشّريف ، روى شيخ الطّائفة ـ رحمه الله ـ في أماليه بإسناده عن عليِّ بن عبدالمنعم قال: حدّثني جدّي القاسم بن أحمد بن معمر الأسديّ الكوفيّ ـ وكان له علم بالسّيرة وأيّام النّاس ـ قال : بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السّواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام فيصير إلى قبره منهم خلقٌ كثير ، فانفذ قائداً مِن قُوّاده وضمّ إليه كَنَفاً من الجند كثيراً ليشعّث قبر الحسين ويمنع النّاس مِن زيارته والاجتماع إلى قبره ، فخرج القائد إلى الطّفّ وعمل بما اُمر ـ وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين ـ فثار أهل السّواد به واجتمعوا عليه قالوا : لو قُتِلنا عن آخرنا لما أمسك مَن بقي منّا عن زيارته ، ورأوا

( 169 )

5 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عليٍّ قال: حدَّثنا إبراهيم بن يحيى القطّان ، عن أبيه أبي البلاد «قال : سألت أبا الحسن الرّضا عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، فقال : ما تقولون أنتم؟ قلت : نقول : حَجّة وعُمرة ، قال : تعدل عُمرةً مَبرورة» .
6 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن أحمدَ بن أشْيَم ، عن صَفوان بن يحيى «قال : سألت الرّضا عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أيُّ شيءٍ فيه مِن الفضل؟ قال : تعدل عُمْرَة» .
7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن عبدالله جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليّ بن مَهزيار ، عن محمّد بن سِنان «قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : إنَّ زيارة قبر الحسين عليه السلام تَعدِل عمرةً مَبرورة مُتَقبّلة» .
8 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن صَفوانَ بن يحيى ،
____________
مِنَ الدّلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالأمر إلى الحضرة فورد كتاب المتوكّل إلى القائد بالكفّ عنهم والمسير إلى الكوفة ، مظهراً أنّ مسيره إليها في مصالِح أهلها ، والانكفاء إلى المصير .
فمضى الأمر على ذلك حتّى كانت سنة سبع وأربعين ، فبلغ المتوكّل أيضاً مصير النّاس من أهل السّواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام وأنّه قد كثر جمعهم لذلك وصار لهم سوق كبير ، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند وأمر منادياً ينادي ببراءة الذّمة ممّن زار قبره ، ونبش القبر وحرث أرضه وانقطع النّاس عن الزيارة ، وعمل على تتبّع آل أبي طالب عليهم السلام والشّيعة ، فقتل ولم يتمّ له ما قدّره ـ انتهى .
قوله : «كَنَفاً من الجند» أي جانباً ، كناية عن الجماعة منهم ، وفي بعض النّسخ بالثّاء وهو بالفتح: الجماعة ، وقوله : «ليشعّث من قبره» ، يقال : شعّث منه تشيعثاً نضح عنه وذبّ ودفع . وانكفأ : رجع . وفي بعض النّسخ : «ليشعّب» أي يشقّ وينبش . (من البحار)
وأمثال هذه القضايا مذكورة في البحار ج45 تحت عنوان «باب جور الخلفاء لقبره الشّريف» من ص 390 إلى آخر الكتاب . واختلاف الثّواب يمكن أن يكون بهذه الجهات ، والله يعلم .

( 170 )

عن أبي الحسن عليه السلام «قال : سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أيُّ شيءٍ فيه من الفضل؟ قال: تَعدِل عُمرَة» .
9 ـ حدَّثني جماعة أصحابنا ، عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار ، عن العَمْركي بن عليٍّ ـ عن بعض أصحابه ـ عن بعضهم عليهم السلام «قال أربع عُمُرٍ تَعدل حجّة ، وزيارة قبر الحسين عليه السلام تَعدل عُمرَة» .
10 ـ وبهذا الإسناد ، عن العَمْركي البوفكيِّ ـ عمّن حدّثه ـ عن محمّد بن الفَيض ، عن ابن رِئاب(1) «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال: نَعَم تَعدِل عُمرَة ، ولا ينبغي أن يتخلّف عنه(2) أكثر من أربع سِنين».

الباب الرّابع والسّتّون
(إنَّ زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حَجّة)

1 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن دُرَّاج ، عن فَضَيل بن يَسار ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : زيارة قبر الحسين عليه السلام ، وزيارة قبر رَسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وزيارة قبور الشّهداء تَعدِل حَجّة مَبرورَة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان «قال : سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السلام يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حَجّة مَبرورة» .
3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن
____________
1 ـ في بعض النّسخ : «أبي رباب» ، وفي بعضها : «أبي رئاب» ، والصّواب ما أثبتناه ، وراويه محمّد بن الفيض التّيميّ المعنون في مشيخة الفقيه وكتب الرّجال ، وما في جلّ النّسخ : «محمّد بن الفضيل» تصحيف.
2 ـ في البحار : «لا ينبغي التّخلّف عنه» .

( 171 )

عبدالله بن المغيرة ، عن عبّاس بن عامِر قال : أخبرني عبدالله بن عُبَيد الأنباريّ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : جُعِلتَ فِداك إنّه ليس كلُّ سنةٍ يتهيّاً لي ما أخرج به إلى الحجّ؟ فقال : إذا أردت الحجّ ولم يتهيّأ لك فائتِ قبر الحسين عليه السلام فإنها تُكتب لك حجة ، وإذا أردت العمرة ولم يتهيّأ لك فأئت قبر الحسين عليه السلام فإنها تُكتب لك عُمرَة» .
4 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هِشام بن الحكم ، عن عبدالكريم بن حَسّان «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما يقال إنَّ زيارة قبر الحسين تَعدل حَجّة وعُمْرة ، قال : فقال : إنّما الحجّ والعُمرة ههنا ولو أنّ رَجلاً أراد الحجّ ولم يتهيّأ له فأتاه كتب الله له حَجّة ، ولو أنَّ رَجلاً أراد العُمرة ولم يتهيّأ له فأتاه كتبت له عُمرة» .
5 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن حَريز ، عن فَضَيل بن يَسار «قال : قال عليه السلام : إنَّ زيارةَ قبرِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وزيارةَ قبورِ الشّهداء وزيارةَ قبرِ الحسين عليه السلام تَعدِلُ حَجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جَميل بن صالِح ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبدالله عليه مثله .
6 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالِح ، عن فَضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام «قال : زيارة قبر الحسين عليه السلام تَعدل حَجّة مَبرورة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
7 ـ حَدَّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن حَريز ؛ والحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالِح ، عن فضيل بن يسار عنهما عليهما السلام «قالا : زيارة قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وزيارة قبور الشّهداء وزيارة قبر الحسين عليه السلام تَعدِل حَجّة


( 172 )

مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن ابن أبي يَعفور « قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لو أنَّ رَجلاً أراد الحجّ ولم يتهيّأ له ذلك فأتى قبر الحسين عليه السلام فَعرَّف عنده يجزئه ذلك عن الحجّ» .
9 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان ، عن ابراهيم بن عُقْبة(1) «قال : كتبت إلى العبد الصّالح عليه السلام إن رأى سَيّدنا أن يخبرني بأفضل ما جاءَ به في زيارة الحسين عليه السلام وهل تعدل ثواب الحجّ لمن فاته ، فكتب عليه السلام : تَعدلُ الحجَّ لمن فاته الحجُّ» .

الباب الخامس والسّتون
(في أنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجّة وعمرة)

1 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عُبَيدالله بن موسى بن جعفر ، عن عبدالله بن أحمدَ بن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن الحسن الأحمسيِّ ، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِيّة(2) «قالت : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، فقال : تَعدِل حَجّة وعُمرة ، ومن الخير هكذا وهكذا ـ واُومأ بيده ـ » .
2 ـ وعنه ، ععن عبدالله بن نَهِيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هِشام بن الحكم ، عن عبدالكريم بن حَسّان «قال : قلت لأبي عبدالله بن أحمدَ بن نَهِيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن الحسن الأحمسيِّ ، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِيّة(2) «قالت : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، فقال : تَعدِل حَجّة وعُمرة ، ومن الخير هكذا وهكذا ـ واُومأ بيده» .
2 ـ وعنه ، عن عبدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هِشام بن الحكم ، عن عبدالكريم بن حَسّان «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما يقال : إنَّ زيارة قبر أبي عبدالله الحسين عليه السلام تَعدِل حَجّة وعُمرة؟ فقال : إنّما الحجّ والعُمرة ههنالله أنَّ رَجلاً أراد الحجَّ ولم يتهيّأ له فأتاه كتب الله له حَجّة ، ولو أنّ رَجلاً أراد الُعمرة ولم يتهيّأ له فأتاه كتب الله له عُمرَة» .
____________
1 ـ كذا في النّسخ ، والظّاهر أنّ فيه سقطاً ، لأنّ إبراهيم بن عقبة من أصحاب الهادي عليه السلام ، ومكاتباته مع الجواد عليه السلام .
2 ـ تقدّم ضبطه في ص118 ذيل الخبر 3 .

( 173 )

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاقَ بن إبراهيم ، عن هارونَ بن خارجة «قال : سأل رجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ وأنا عنده ـ فقال : ما لمن زارَ قبرَ الحسين عليه السلام ؟ فقال : إنَّ الحسين وكّل اللهُ به أربعةَ آلافِ مَلَك شُعثاً غُبراً يَبكونه إلى يوم القيامة ، فقلت له : بأبي أنت واُمّي روي عن أبيك : الحجّ والعُمرة ، قال: نَعَم ؛ حجّة وعُمرَة ـ حتّى عَدَّ عشرة ـ » .
4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي خديجةَ «عن رَجل سأل أبا جعفر عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، فقال : إنّهــ[ـا] تَعدِل حَجّة وعُمرة ، وقال بيده هكذا من الخير ـ يقول بجميع يديه هكذا ـ » .
5 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن يحيى ، عن حَمدانَ بن سليمانَ النّيسابوري أبي سعيد قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ ، عن هِشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : زيارة قبر الحسين عليه السلام حَجّة ، ومِن بعد الحَجّة حَجَّة وعُمرة» ـ بعد حَجَّة الإسلام ـ .
6 ـ وبإسناده ، عن يونسَ ، عن الرّضا عليه السلام «قال : من زار قبر الحسين عليه السلام فقد حَجَّ واعْتَمر ، قال : قلت : يطرح عنه حجة الإسلام ؟ لا هي حجّة الضّعيف حتّى يقوى ويحجّ إلى بيت الله الحرام ، أما علمت أنَّ البيت يطوف به كلَّ يوم سبعون ألف مَلك حتّى إذا أدركهم اللّيل صعدووا ، ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتّى الصّباح ، وأنّ الحسين عليه السلام لأكرم على الله مِن البيت وأنّه في وقت كلِّ صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك شُعثٌ غُبر ، لا تقع عليهم النّوبة إلى يوم القيامة» .
7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ؛ ومحمّد بن عبدالحميد ، عن يونس بن يعقوب ، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِية «قالت : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : أيُّ شيءٍ تذكر في زيارة قبر الحسين عليه السلام مِن الفضل؟


( 174 )

قال : نذكر فيه يا اُمّ سعيد فضل حجّة وعمرة ، وخيرها كذا ـ وبسط يديه ونكس أصابعه ـ » .
8 ـ حدَّثني محمّد بن أحمدَ بنِ الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن حبيب(1) ، عن فَضيل بن يَسار «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : وكّل الله بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، وإتيانه يعدل حَجّة وعُمرة وقبور الشُّهداء»(2) .
9 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ؛ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليٍّ الكوفيّ ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان ، عن الحسين بن عَطيّة أبي ـ النّاب ، عن بيّاع السّابريّ «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو يقول : من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حَجّة وعُمرة ، أو عُمرة وحجّة ـ وذكر الحديث ـ » .
10 ـ وبإسناده ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان قال : حدّثني أبو خلاّن الكِنديّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حَجّة وعُمرة» .
11 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن أبي القاسم(3) ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاقَ بن إبراهيم ، عن هارون بن خارجة «قال : سأل رجلٌ أبا عبدالله عليه السلام ـ في حديث له طويل يقول في آخره : ـ بأبي أنت واُمّي رووا عن أبيك في الحجّ؟ قال : نَعَم حَجّة وعُمرَة ـ حتى عدَّ عشرة ـ » .
____________
1 ـ الظّاهر هو حبيب بن المُعَلّل الخثعمي المدائني ، روى عن الصّادق والكاظم والرّضا عليهم السلام ، ثقة صحيح . وراويه الجوهريّ.
2 ـ أي وتعدل مع الحجّ والعمرة إتيان قبور الشّهداء بالمدينة أيضاً ، أو المعنى أنّ إتيان قبور الشّهداء عنده تعدل حجّة وعمرة أيضاً ، والظّاهر أنّه من زايادات النّسّاخ . (البحار)
3 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص89 ذيل الخبر 12.

( 175 )

12 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن العَمركي ـ عمّن حدَّثه ـ عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن فضيل ، عن محمّد بن مُصادف قال : حدَّثني مالك الجهني ، عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة قبر الحسين عليه السلام «قال : مَن أتاه زائراً له عارفاً بحقّه كتب الله له حَجّة ، ولم يزل محفوظاً حتّى يرجع ، قال : فمات مالك في تلك السَّنة وحجَجْتُ فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : إنّ مالك حدَّثني بحديث عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال : هاته ، فحدَّثته فلمّا فرغت ، قال : نعم يا محمّد حَجّة وعُمرة» .
13 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ؛ وأحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْرَكي ـ عمّن حدَّثه ـ عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، فقال : فيها حَجّة وعُمرة» .
14 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليٍّ الزَّيتوني ، عن هارون بن مسلم ، عن عيسى بن راشد «قال : سألت أبا عبدالله عليه السّلام فقلت : جُعِلتُ فِداك ما لمن زارَ قبرَ الحسين عليه السلام وصلّى عنده رَكعتين؟ قال : كُتِبَتْ له حَجّة وعُمرة ، قال : قلت له : جُعِلتُ فِداك وكذلك كلُّ مَن أتى قبر إمام مفترض طاعته؟ قال : وكذلك كلُّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته» .
15 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الكوفيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقبَة ، عن يزيدَ بن عبدالمَلِك «قال : كنتُ مع أبي عبدالله عليه السلام فمرَّ قوم على حُمُر فقال : أين يريدون هؤلاء؟ قلت : قبور الشُّهداء ، قال : فما يمنعهم مِن زيارة الشّهيد الغريب ؟!! قال : فقال له رجلٌ من أهل العراق : زيارته واجبة؟ قال : زيارته خير من حَجّة وعمرة ـ حتّى عدَّ عشرين حَجّة وعُمرة ـ ، ثمَّ قال : مَبرورات متقبّلات ، قال : فوالله ما
( 176 )

قمت مِن عنده حتّى أتاه رَجلٌ فقال له : إنّي قد حَجَجتُ تسعة عشر حَجّة ، فادعُ الله لي أن يرزقني تمام العشرين ، قال : فهل زُرْتَ قبر الحسين عليه السّلام؟ قال : لا ، قال : إنّ زِيارته خير مِن عشرين حَجّة» .

الباب السّادس والسّتّون
(إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل حِججا(كذا))

1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن الحسين بن مختار ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : زيارة الحسين عليه السلام تَعدِلُ عشرين حَجّة ، وأفضل مِن عِشرين حَجّة» .
وحدّثني محمّد بن يَعقوبَ ، عن عِدةَّ من أصحابه ، عن أحمدَ بن محمّد بإسناده مثله(1) .
2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالح بن عُقْبة ، عن أبي سعيد المدائنيِّ «قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جُعِلتُ فِداك آتي قبرَ الحسين عليه السلام ؟ قال : نَعَم يا أبا سعيد أئت قبر الحسين ابن رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أطيبِ الأطيبين ، وأطْهَرِ الطّاهرين ، وأبَرّ الأبرار ، فإنّك إذا زُرته كتب الله لك به خمسة وعشرين حَجّة»(2) .
حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بإسناده مثله(3) .
____________
1 ـ راجع الكافي ج4 ص580 ح2.
2 ـ تقدّم الخبر في ص168 تحت رقم 2 . وسيأتي في الباب 67 تحت رقم 2 .
3 ـ راجع الكافي ج4 ص581 ح4 .

( 177 )

3 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمدَ بن النَّضر ، عن شِهاب بن عبد رَبّه ـ أو عن رَجل ، عن شهاب ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألني فقال : يا شِهاب كم حَجَجت مِن حَجّة؟ فقلت : تسعة عشر حَجّة ، فقال لي : تمّها عشرين حَجّة ، تحسب لك بزيارة الحسين عليه السلام» .
4 ـ حدَّثني أبو العبّاس قال : حدّثني محمّد بن الحسين ، عن ابن سِنان ، عن حذيفة بن منصور «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : كم حَجَجت؟ قلت : تسعة عشر ، قال: فقال : أما إنّك لو أتمت إحدى وعشرين حَجّة لكنت كمن زارَ الحسين عليه السلام» .
5 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سِنان ، عن محمّد بن صَدَقَة ، عن صالِح النّيليّ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كان كمن حَجّ مائة حَجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
6 ـ وعنه ، عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن صَدَقَة ، عن مالك بن عَطيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ الحسين عليه السلام كتب الله له ثمانين حجّة مَبرورة»(1) .
7 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخَيبريّ ، عن موسى بن القاسم الحَضرميّ «قال : قدم أبو عبدالله عليه السلام في أوَّل ولاية أبي جعفر(2) فنزل النّجف ، فقال: يا موسى اذهب إلى الطّريق الأعظم فقِف على الطّريق فانظر فإنّه سَيأتيك رجلٌ مِن ناحية القادسيّة ، فإذا دنا منك فقل له : ههنا رَجلٌ مِن وُلد رَسول الله يدعوك ، فسيجيء معك ، قال : فذهبت حتّى قمتُ على الطَّريق والحرُّ شديد ، فلم أزل قائماً حتّى كدتُ اُعصي وأنصرف وأدَعه ، إذ نظرتُ إلى شيءٍ يقبل شبه رَجل على بَعير ، فلم أزل أنظر إليه
____________
1 ـ لا يخفى أنّ اختلاف الثّواب لاختلاف درجات الإيمان والنّيّات والمعرفة وحكم الزّمان ، كما قلنا سابقاً .
2 ـ يعني الدّوانيقي العبّاسي .

( 178 )

حتّى دنا منّي ، فقلت : يا هذا ههنا رجلٌ مِن ولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعوك وقد وَصَفك لي ، قال : اذهب بنا إليه ، قال : فجئت به حتّى أناخ بَعيره ناحيةً(1) قريباً مِن الخيمة ، فدعا به فدخل الأعرابيُّ إليه ودنوتُ أنا فصرت إلى باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهم ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : مِن أين قَدِمتَ؟ قال : مِن أقصى اليمن ، قال : أنتَ مِن موضع كذا وكذا؟ قال : نعَم أنا مِن موضع كذا وكذا ، قال : فبما جئتَ ههنا؟ قال : جئت زائراً للحسين عليه السلام ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : فجئتَ مِن غير حاجةٍ ليس الاّ للزّيارة؟ قال : جئتُ من غير حاجةٍ إلاّّ أنْ اُصلّي عنده وأزوره فاُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : وما ترون في زيارته؟ قال : نَرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا ، قال : فقال أبو عبدالله عليه السلام : أفلا أزيدك من فَضله فضلاً يا أخا اليمنيّ؟ قال : زدني يا ابن رسول الله ، قال : إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدِلُ حَجّةَ مقبولة زاكية مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتعجّب مِن ذلك ، قال : إي والله وحَجَّتين مَبرورَتين متقبّلَتين زاكيتَين مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتعجّب ! فلم يزل أبو عبدالله عليه السلام يزيد حتّى قال : ثلاثين حجّة مبرورةً متقبِّلة زاكية مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(2) .
____________
1 ـ أناخ الجم أي أبركه.
2 ـ قال الاُستاذ ـ أيّده الله ـ : المفهوم مِن الخبر أنّ زيارة الحسين عليه السلام في تلك الأزْمنة موجبةَ لبقاء أصل الدّين الذي انحرف عن الخلفاء وأتباعهم ، وزعموا جلّ النّاس ـ إن لم نقل كلّهم ـ وعامّتهم أنّهم مأمورون باتّباع العلماء الدّاعين المشهورين الّذين كانوا من أعيان الدّولة ، ويزعمون أنّهم على صراط الله الحقّ مع كونهم منحرفين عنه ، كما أنّهم لعنوا أوّل المسلمين ايماناً ، والّذي نزلَتْ آية العصمة في بيته ، بل أوجبوا طاعة الخليفة في لعنه ، مع أنّ الآمر عند العارف بالحقّ لم يؤمن بالله طرفة عين .
فزيارة قبر الحسين عليه السلام المقتول الّذي نزلت فيه آية التّطهير ، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : «حسينٌ منِّي وأنا منه» ، كانت موجبةً لإيضاح انحراف الّذين منعوا من زيارته عن الصّراط السّويّ الّذي بعث به النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبذلك يعرف الحقّ من الباطل ويبقى الدّين الحقّ على شاكلته ،

( 179 )

8 ـ وحدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن صالِح بن عُقْبَة ، عن يزيدَ بنِ عبدالمَلك «قال : كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فمرَّ قومٌ على حمر ، [فـ]ـقال لي : أين يريد هؤلاء؟ قلت : قبور الشُّهداء ، قال : فما يمنعهم من زيارة الغريب الشَّهيد؟!! فقال له رَجل من أهل العِراق : زيارته واجبة؟ قال : زيارته خير مِن حَجّة وعُمرة ، وعُمرة وحَجّة ـ حتّى عَدّ عشرين حَجّة وعشرين عُمْرة ـ ثمَّ قال : مَبرورات متقبّلات ، قال: فوالله ما قمت حتّى أتاه رجل فقال : إنّي حَجَجت تِسعةَ عشر حَجّة فَادْع اللهَ أن يَرزقني تمامَ العِشرين ، قال : فهل زُرتَ قبَر الحسين عليه السلام؟ قال : لا ، قال : لزيارته خيرٌ مِن عِشرين حَجّة»(1) .
9 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ـ رحمهما الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أبي القاسم هارون بن مسلم بن سَعدانَ ، عن مَسعَدَةَ بن صَدَقَةَ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لِمن زارَ قبر الحسين عليه السلام؟ قال : تكتب له حَجّة مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : قلت له : جُعلت فِداك حَجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نَعَم وحَجّتان ، قال: قلت : جُعلتُ فِداك حَجّتان؟ قال : نَعَم وثلاث ، فما زال يعدّ حتّى بلغ عَشراً ، قلت : جعلت فِداكَ عشر حِجَج مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نَعَم وعشرون حَجّة ، قلت : جعلتُ فِداك وعشرون ؟ فما زال يعدّ حتّى بلغ خمسين ، فسكت» .
10 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن
____________
فتكون زيارته عليه السلام علّةَ موجبةَ لبقائه ، فلذا يثيب الزّائر مع عدم أمن الطّريق لزيارته ، ولكنّ الحجّ لا يجب إتيانه مع عدم الاُمنيّة إن لم نقل لا يجوز ، لأن الحجّ من الفروع ؛ وزيارة قبر الحسين عليه السلام في تلكم الشّرائط كانت من الاُصول ، ويؤيّد قولنا الخبر الآتي وما في الأبواب الآتية لا سيّما الخبر الثالث من الباب الثّامن والسّتّين .
1 ـ تقدّم الخبر في ص 175 تحت رقم 15 .

( 180 )

مَيمون القَدّاح ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : ما لِمَن أتى قبرَ الحسين عليه السلام زائراً عارفاً بحقّه غير مُسْتَكبِر ولا مُستَنْكف؟ قال : يُكتَب له ألفُ حَجّة وألفُ عُمرة مَبرورة ، وإن كان شَقيّأً كُتِبَ سعيداً ، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ» .

الباب السّابع والسّتّون
(إنّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل عتق الرّقاب)

1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن محمّد بن الحسين الزَّيّات ، عن محمّد بن سِنان ، عن محمّد بن صَدَقة ، عن صالِح النّيليِّ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : من أتى قَبرَ الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتب الله له أجر مَن أعتق ألف نَسمة ، وكمن حمل على ألف فَرَس في سبيل الله ، مُسَرَّجة مُلْجَمَة» .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بإسناده مثله(1) .
2 ـ وحدَّثني أبو العبّاس القرشيُّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَة ، عن أبي سعيد المدائنيِّ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : جُعِلتُ فِداك آتي قبر ابن رسول الله ؟ قال : نعم ؛ يا أبا سعيد ائت قبرَ ابن رسولِ الله أطيبِ الأطيبين وأطهَر الاُطهَرين وأبَرِّ الأبرار ، فإذا زُرْتَه كتب الله لك عِتق خمسةٍ وعشرين رَقَبة»(2) .
حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن عِدَّة من أصحابنا ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن أبي سعيد المدائنيِّ قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ـ وذكر مثله ـ .
____________
1 ـ راجع الكافي ج4 ص581 ح5 ، وفيه : «وكمن حمل على ألف فرس مسرّجة ملجمة في سبيل الله».
2 ـ تقدّم الخبر في ص168 و176 .