دأبت وحدة التصوير وتصنيف المخطوطات في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة منذ تأسيسها على أن تكون الرافد الحيوي والمعين الذي لاينضب لما يحتاجه الباحثون والمحققون والمفهرسون وكل من يعمل في مجال التراث المخطوط عن طريق توفير الادوات اللازمة لعملهم من مصورات لآلاف المخطوطات والوثائق في المجالات المعرفية شتى.
إذ أخذت على عاتقها مسؤولية حفظ التراث المخطوط ونشره - هذا التراث الذي ما يزال الكثير منه مخبّأ ومُخزّناً في سراديب وخزانات قديمة عرضة للرطوبة والآفات المدمرة- عن طريق تصويره وأرشفته ليكون معدّاً لطلّابه. وقد هيأت لهذا الأمر كوادر ذوي خبرة ومعدات وآلات خاصة حديثة تميزت بالجودة والدقة في التصوير تم استيرادها من مناشئ عالمية معروفة ومتخصصة في هذا المجال. ولم تكن وظيفتها هذه مقتصرة على ما تحويه خزانة العتبة المقدسة من مخطوطات ووثائق بل تعدّت حدود المكان والزمان فشمرّت عن سواعدها وهمّت بإخراج هذا التراث من مخابئه فجنّدت كوادرها لتكون في خدمة المكتبات والمراكز التراثية المنتشرة في عراقنا الحبيب من شماله الى جنوبه حفظاً للتراث المخطوط الموجود في خزاناتها فعملت على التنسيق مع العديد من الأسر العلمية والمكتبات الخاصة والمؤسسات الثقافية وعُقدت الاتفاقات مع العشرات منها لتصوير مخطوطاتها بدقة عالية وإعطائهم نسخة مصورة منها لتكون ضماناً لاستمرار وجود هذه الكنوز المخطوطة ان حدث لها حادث -لا سامح الله- فهي بمثابة نسخة حفظ لها، مع إمكانية حصول العتبة المقدسة على نسخة مصورة منها، مما يساعد هذه المؤسسات والمراكز من أن تكون مخطوطاتها في خدمة الباحثين والمحققين مما يعود عليها وعليهم بالمنفعة العامة.