بعدها وعلى غير ما جرت عليه العادة استقبَلَ خَدَمةُ الكافل إخوتهم من خَدَمة سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، الذين جاءوا ليقدّموا العزاء لصاحب العزاء قمر بني هاشم(عليه السلام) بذكرى وفاة والدته سيّدة الوفاء أمّ البنين(عليها السلام)، ليلتحم خدمةُ العتبتين المقدّستين أمام ضريح أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه) ويُعقد مجلسٌ للعزاء أُلقيت فيه القصائد والمراثي الحزينة، التي عبّرت عن الحزن والألم الكبير الذي يعتصر قلوب المؤمنين من أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في حلول هذه الذكرى الأليمة.
هذا وقد شارك جميعُ من تواجد في الصحن العبّاسي الشريف من الزائرين خَدَمةَ العتبتين المقدّستين في هذا العزاء، وسط أجواءٍ إيمانيّة وروحيّة عالية لامست من خلالها القصائدُ المُلقاة قلوب كلّ من كان حاضراً ليواسي قطيع الكفّين بذكرى وفاة أمّه الطاهرة السيّدة أمّ البنين(عليها السلام).
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة كانت قد استقبلت خلال اليومَيْن الماضيَيْن عشرات المواكب العزائيّة من داخل كربلاء وخارجها، فضلاً عن آلاف الزائرين الذين جاءوا لزيارة المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وتقديم العزاء له بذكرى وفاة عزيزة الزهراء وشريكة الحوراء السيّدة فاطمة بنت حزام أمّ البنين(عليهنّ السلام جميعاً).