فكانت واجهةُ الشبّاك الجديد التي رُكّبت في إحدى قاعات المقام، مكمّلةً لما أبدع به فنّيو العتبة المقدّسة في هذا المكان من مشاريع تطويريّة وتأهيليّة، والذي يؤمّه سنويّاً مئاتُ الآلاف من الزائرين من داخل العراق وخارجه، وما زالت الأعمال مستمرّة تبعاً لخطّةٍ وُضعت لإخراج هذا المكان المطهّر بـأبهى صورةٍ وأجمل حُلّة.
رئيسُ قسم صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة السيّد ناظم الغرابي أطلعنا على أبرز مكوّنات وصفات هذه الواجهة، فتحدّث قائلاً: "ببركات صاحب المقام الشريف والأنفاس القدسيّة لأبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) تمّ الانتهاء من كافّة الأعمال الخاصّة بواجهة الشبّاك، الذي صُنع بحرفيّةٍ ومهنيّةٍ عاليتين تصميماً وتنفيذاً، وقد جمع بين حداثة التصنيع والتنفيذ والأصالة المستوحاة من شبّاك مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) من ناحية النقوش والزخارف، حيث تكوّن من أجزاءٍ وقطعٍ معدنيّة وخشبيّة حسب المواصفات والتفاصيل التالية:
- طول واجهة الشبّاك الكلّية (6أمتار) وارتفاعها (3.5 أمتار) تقريباً.
- استخدام ما يقرب من (1.150 غم) من الذهب الخالص في صناعته.
- استخدام ما يقرب من (88 كغم) من الفضّة النقيّة في صناعته.
- استخدام مينا زجاجيّة زرقاء بحدود (30 كغم).
- استخدام أكثر من (500 كغم) تقريباً من النحاس.
- استخدام أكثر من (1.500 كغم) من معدن الستانلس ستيل.
- استُخدِم في هيكله الخشبيّ الخشبُ البورميّ الذي يتلاءم مع ثقل الشبّاك".
وأضاف: "واجهةُ الشبّاك تتألّف من:
- خمسة مشبّكات (دهنات) بضمنها بابٌ يتألّف من ضلفتَيْن متّصلتَيْن بمثلّثات المشبّك، ويفصل بينهما شريطٌ كتابيّ صغير كُتب عليه اسمُ الجهة التي قامت بتصنيعه وسنة الصنع.
- يعتلي هذه المشبّكات شريطٌ كتابيّ يبلغ طوله (6,6م) وارتفاعه (19,5سم) خُطّت عليه أبياتٌ شعريّة، مطلعُها (يا ابنَ النبيّ ومَنْ تسمّى باسمِهِ ** وابنَ الحطيمِ وزمزمٍ وابن الصفا) بواقع بيتٍ واحد فوق كلّ مشبّك (صدر وعجز)، وتفصل بين بيتٍ وآخر طرّةٌ كتابيّة مكتوبٌ فيها (ياحجّة الله) يبلغ عددهنّ ستّ طرر.
- يفصل بين كلّ مشبّكٍ وآخر عمودٌ زخرفيّ وعمودٌ آخر تستند عليه.
- فوق الشريط الكتابيّ هناك شريطٌ زخرفيّ (افريز ذهبيّ) يبلغ طوله (6.6أمتار) وارتفاعه (32سم) منقوشٌ بنقوشٍ نباتيّة تتوسّطه آيةٌ من الذكر الحكيم هي: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)، وعلى جانبيها آيتان من الذكر الحكيم خُطّت عليها (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ونُثِرت عليها بصورةٍ جميلة نقشاتٌ زخرفيّة من المينا الزرقاء.
- شريطٌ كتابيّ خُطّت عليه آيةٌ قرآنيّة من سورة يونس من الآية 100 (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ....) الى نهاية الآية 103 (كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ)، ويكون موقعها فوق الأفريز الذهبيّ.
- تُختتم واجهةُ الشبّاك بشريطٍ معدنيّ من الاستانلس ستيل رُكّب عليه (20) شكلاً من الأشكال الزهريّة المذهّبة بين كلّ زهريّةٍ وأخرى مصباح".
وأضاف الغرابيّ: "زُوّدت واجهةُ الشبّاك بمنظومة إنارةٍ رُبطت بالمغذّي الرئيس للمقام والخطّ الاحتياط، وزُوّدت كذلك بمجموعةٍ من المصابيح الملوّنة التي تُضاء حسب المناسبات، وكذلك تمّ وضعُ قطع (الشذر وان) وهي قطعٌ مرمريّة تكون أسفل الواجهة".