الكوادر العراقية تقطع مراحل متقدمة في مشروع كشف التكهفات الأرضية لحرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) وحقنها بالاسمنت

ماكنة صنعت خصيصاً لتلائم أجواء العتبة المقدسة
كانت لتداعيات الارتفاع في مناسيب المياه الجوفية لمدينة كربلاء المقدسة، آثارا على منشآتها عموماً ومنشآت العتبتين المقدستين خصوصاً، لقدمهما أولاً ولكونهما أقل انخفاضاً من باقي أجزاء المدينة ثانياً، وبسبب الإهمال واللامبالاة من قبل الأنظمة السابقة خاصة اللانظام الديكتاتوري المنهار الذي وصلت المياه في عهده إلى أرضية الصحن الشريف أحياناً، الأمر الذي أوجب على الإدارة الحالية للعتبة العباسية المقدسة إنهاء المشكلة وإيقاف تداعياتها، وهو ما كُلفت به شعبة الهندسة المدنية في قسم الشؤون الهندسية والفنية فيها، في مشروع يكتسب أهميته الكبيرة من أهدافه في حماية هذا البناء المشرف، وإيقاف هبوط جدرانه وبالتالي زيادة تشققاتها، وهو مشروع تقوية أسس الحرم وأروقته، أو ما يطلق عليه إسم (مشروع اكتشاف التجاويف والتكهفات التحتية والحقن الإسمنتي لها).



هذا ما صرح به لموقع الكفيل رئيس القسم المذكور المهندس (جاسم محمد) وأضاف "إن المشروع الذي تنفذه الملاكات العراقية لشركة من خارج العتبة وبإشراف الكوادر الوطنية لقسم الشؤون الهندسية والفنية فيها يتضمن مرحلتين الأولى تتضمن جس أرض العتبة المقدسة ومعرفة عدد وحجم التكهفات والفراغات الموجودة فيها والمملوءة بالمياه الجوفية والتي تؤثر سلبا وبشكل كبير على أسس العتبة بحيث تصعد الرطوبة في الجدران لارتفاع يصل لـ 3 أمتار مما يؤدي لتساقط المرايا داخل الحرم وأروقته وأيضاً الكاشي الكربلائي فضلاً عن التأثير على نفس الجدران، كما يمنع من بناء مشروع توسعة الحرم بتسقيف الصحن الشريف والمزمع البدء به لاحقاً".



وأضاف (محمد) " وقد أنجزت لحد الآن المرحلة الأولى من المشروع بعد دراسة تضمنت استخدام تقنيات متقدمة علمياً، فاستعمل جهاز خاص يقوم بعمل ثقوب عميقة في التربة من خلال ماكنة، وباستخدام جهاز خاص يتم إرسال ذبذبات داخل الثقب والتي ستصطدم بالتجويفات الموجودة تحت الأرض ويقوم الجهاز المذكور باستشعار الإشارة المستلمة بعد ذلك الاصطدام مما يمكن الفريق الفني من معرفة حجم كل تجويف وموقعه وبالتالي تحديد كمية الاسمنت اللازمة له، وهكذا يستمر العمل لحين إكمال كل التجاويف التي تم في المرحلة الثانية حفر ثقوب لضخ الاسمنت فيها وطرد الماء الموجود فيها خارج التجويف إلى طبقات الأرض المجاورة، وبالتالي إبعاد خطر ضعف وهشاشة التربة فوق التجويف الذي أصبح مليئاً الآن".



مبيناً " وهكذا فالمرحلة الثانية تتضمن حفر حوالي 111 بئراً موصلة لتلك التكهفات وبعمق 10 أمتار لكل منها، وضخ مادة اسمنتية مخلوطة بمادتين خاصتين لغرض توفير التصلب للإسمنت وعزل الماء عنه حين نزوله من خلال تلك الآبار واختلاطه بالماء مما يؤدي لحلول الاسمنت محله دون ذوبانه في الماء وبالتالي تجنب انتفاء الاستفادة من الاسمنت" مضيفاً " وقد انجز من هذه المرحلة 75% من حفر الآبار و10% من حقن الاسمنت والمواد الملحقة به".



وبين المهندس المسؤول أن " جهازاً خاصاً تم تصنيعه لأغراض الحفر في المشروع ليلائم أجواء العتبة وروحانيتها وهو جهاز معتمد على الكهرباء وليس الديزل لتجنب إصدار الأصوات العالية المزعجة للزائرين".



يذكر أن قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة قد نفذ العشرات من المشاريع الكبيرة منذ تأسيسه بعد سقوط النظام البائد تم تنفيذ معظمها بكوادره العراقية وأشرف على ما تبقى منها والمنفذ بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة.



[img]http://www.alkafeel.net/alkafeelnews/up3/106-1.jpg[/img]



[img]http://www.alkafeel.net/alkafeelnews/up3/106-2.jpg[/img]



[img]http://www.alkafeel.net/alkafeelnews/up3/106-3.jpg[/img]



[img]http://www.alkafeel.net/alkafeelnews/up3/106-4.jpg[/img]



[img]http://www.alkafeel.net/alkafeelnews/up3/106-5.jpg[/img]