صدَرَ عن مركز إحياء التراث كتاب: (مرآةُ الفضل والاستقامة في أحوال مصنّف مفتاح الكرامة)

صدَرَ حديثاً عن مركز إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، كتابٌ حمل عنوان: (مرآة الفضل والاستقامة في أحوال مصنّف مفتاح الكرامة) من تأليف السيد محمد الجواد بن السيد حسن الحسيني العاملي (1282 - 1318هـ) ابن حفيد مصنف (مفتاح الكرامة)، وتحقيق واستدراك إبراهيم السيّد صالح الشريفي، وراجعه ووضع فهارسه: مركزُ إحياء التراث التابع لدار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة.

وإنّ تدوين سيرة العُلماء العُظماء، وإخراجها من الأَذهان والنُّفوس، وإدراجها في الطروس، قد يحسبها الذي لم يَلج هذا المِضْمار من الأُمور الهيّنة اليسيرة، لكن الأَمر ليس كذلك، فسَبْر هذا الغَور يحتاج إلى كثيرٍ من التتبّع والفحص والبحث في كُتب التراجم، والسِّيَر، والمذكّرات وغيرها، والاستطلاع ميدانيًّا من أجل سؤال الأقارب، والزملاء، والتلامذة،.. وغيرهم؛ من أجل تدوين ما سنح في خواطرهم وخلجات نفوسهم عن تلك الشخصيّة.

وإنّ الرسالة التي ألَّفها السيّد محمّد جواد عن سيرة جدّه صاحب (مفتاح الكرامة) بطلبٍ من بعض أهل الفضل -كما صرّح بذلك في مقدِّمتها- قد اعتَمدَ في تدوينها على أمرين:

الأوّل: البحث الميدانيّ، وذلك بالسؤال عن أحوال السيّد (قدّس سرّه) وما يرتبط بأمور حياته العلميّة والاجتماعيّة ممَّنْ عاصروه وعَمّروا إلى زمن المؤلِّف، أو ممَّنْ سَمِعوا من الذين عاصروه، وقد أفاد سيّدنا المؤلِّف كثيرًا من هذا الأمر في كِتَابَته عن حياة جدّه (قدّس سرّه).

وممَّنْ عَمّر إلى زمن مؤلِّفنا ابنةُ السيّد صاحب (مفتاح الكرامة)؛ إذ أفادته كثيرًا بمعلوماتها عن والدها (قدّس سرّه)، فكان يسألها عن أحوال والدها كما ستراه في طيّات هذه الرسالة.

والأمر الثاني: هو وجود معلومات مهمّة في مؤلَّفات جدِّه (قدّس سرّه) المكتوبة بخطِّ يده، فقام المؤلِّف بإدراجها في هذه الرسالة، فأعطت هذه المعلومات المكانة العلميّة التوثيقيّة المهمّة لهذا العمل، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ السيّد المؤلِّف لم يكن بصدد جمع كلّ ما يرتبط بحياة جدِّه، وإنّما ألَّف هذه الرسالة على سبيل الإيجاز والاختصار، كما صرّح بذلك في مقدِّمتها.

فجاءت هذه الرسالة حاملةً بين طيّاتها معلومات مهمّة عن نسبه، ونشأته العلميّة، وأساتذته، وتلامذته، وكراماته، ومؤلَّفاته، وأشعاره.. وغير ذلك ممّا ستقف عليه عند مطالعتك لها إنْ شاء الله تعالى.

يُذكر أنّ هذه الإصدارات جاءت نتيجةً للتقدّم الذي حقّقه مركزُ إحياء التراث ‏في مجال تحقيق المخطوطات والكتب غير المحقّقة، وإظهارها بحلّةٍ علميّة ‏جديدة من خلال مراجعتها وتدقيق ما ورد فيها وتحقيقها من قِبل ملاكاتٍ متخصّصة.