ولفظة (دحا) تعني أيضاً البسط، وهي اللفظة العربيّة الوحيدة التي تشتمل على البسط والتكوير في الوقت نفسه، فتكون أَوْلى الألفاظ على الأرض المبسوطة في الظاهر المكوّرة في الحقيقة.
وإنَّ أوّل موضعٍ تحدَّدَ في هذه الأرض هو موضع الكعبة الشريفة، ثمَّ بسط الله تعالى الأرض من جوانب هذا الموضع، فهو المركزُ الذي انبسطت الأرض من بين أفنيته وجوانبه، وذلك هو معنى دحوّ الأرض من تحت الكعبة الشريفة.
يوم دحو الأرض:
يوم دحو الأرض هو الخامس والعشرون من شهر ذي القعدة الحرام، وهو يومٌ مبارك ويُستحبّ فيه الصوم، فَقَدْ رُوِيَ عَنِ الإمامِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ(عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ: (فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَنْزَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ كَفَّارَةَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ).
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْقَلِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ -يَعْنِي الرِّضَا(عليه السَّلام)- فِي يَوْمِ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَقَالَ: (صُومُوا، فَإِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِماً).
قُلْنَا: جُعِلْنَا فِدَاكَ، أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟
فَقَالَ: (يَوْمٌ نُشِرَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَدُحِيَتْ فِيهِ الْأَرْضُ، وَنُصِبَتْ فِيهِ الْكَعْبَةُ، وَهَبَطَ فِيهِ آدَمُ عليه السَّلام).
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(عليه السَّلام) قَالَ: (أَوَّلُ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فِي خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَمَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَقَامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَهُ عِبَادَةُ مِائَةِ سَنَةٍ صَامَ نَهَارَهَا وَقَامَ لَيْلَهَا).
هذا وقد ذُكِر في بعض كتب الأدعية وأعمال الأيّام أنّ زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) في يوم دحو الأرض من أفضل الأعمال المستحبّة.