جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الدّولي الأوَّل حول القرآن الكريم والفكر الاستشراقيّ المعاصر الذي أقامته الدار بالتعاون مع المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة، وكلاهما تابعان لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، الذي افتتح يوم الأربعاء (5 صفر 1442هـ) الموافق لـ(2020م)، افتراضيّاً.
مبيّناً كذلك: "أنَّ القرآن الكريم لا تنفد عجائبه، ولا تنتهي مطالبُه الصالحة لكلّ زمان ومكان، وما زالت بنا حاجة الى تدبّره والوقوف على أسراره، ولا يتأتّى ذلك إلّا بالمذاكرة، والبحث، ومداومة الاتّصال به، وكلّما مرّت العصور، وتعاقبت الأزمنة، وتقدّم الفكر، كثرتْ القراءات العلميّة والتصوّرات الفكريّة عنه، ومنها موسوعة القرآن الكريم (ليدن)، التي جاءت معبّأةً بكثيرٍ من التصوّرات والأفكار والمطالب، فضلاً عن المصطلحات في مختلف مناحي الفكر والعقيدة".
وتابع: "تلك الموسوعة التي انبرى لإنجازها مجموعةٌ من المتخصّصين في الدّراسات القرآنيّة والعقائديّة والفكريّة والتاريخيّة؛ لذلك فإنَّ غاية المؤتمر أن يُعرض هذا المنجزُ الموسوعيّ المتخصّص في القرآن الكريم، على المعنِيِّين بشأنه من العرب والمسلمين والمهتمّين بالدّراسات القرآنيّة العقائديّة، للوقوف على مضامين هذه الموسوعة ومقاربتها مع الفهم الإسلاميّ المبنيّ على التصوّر القرآني، ولا يتأتّى ذلك إلّا باستنهاض الأقلام المتخصّصة وتحفيزها عبر هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة".
مضيفاً: "وعلى أساسٍ من ذلك رعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة هذا الحراك العلميّ الخادم للقرآن الكريم، عبر المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة ودار الرسول الأعظم في قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة، وهي -أعني العتبة العبّاسية المقدّسة- والقائمون على إدارتها ولا سيّما سماحة السيّد أحمد الصافي المتولّي الشرعيّ، لم يألوا جهدًا ولم يدّخروا وسعًا في سبيل رفد هذه الأنشطة، التي تعكس ما تتّسع له الأماكن المقدّسة من فكرٍ وحضارة فضلاً عن كونها متسعًا للعبادة والروحانيّة".
واختتم قائلاً: "إحياء أمر أهل البيت(عليهم السلام) يستلزم استيعاب أكبر قدرٍ من حاجة الناس ومجالات اهتمامهم، ورعايتها لهذا المؤتمر وغيره من الأنشطة في مختلف مناحي الحياة يجعل المراقب لنشاطات المراكز الدينيّة في العراق ينظر بعين الفخر والاعتزاز لما يغرسه الإسلام فينا، فضلاً عمّا يغرسه فكر أهل البيت(عليهم السلام)".