المجلسُ عُقد في قاعة تشريفات العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد استُهِلَّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ مسلم الشبكي، أعقبتها محاضرةٌ دينيّة للشيخ محمد الكريطي من قسم الشؤون الدينيّة، وقد تناول فيها جوانب عديدة ومحطّاتٍ مرّت بها صاحبةُ الذكرى (سلام الله عليها)، ومنها المظلوميّة الكُبْرى التي تَعرّضتْ لها بضعة المصطفى فاطمةُ الزهراء(عليها السلام)، كما تعرّض لبعض مقاماتها في القرآن وحجّيتها على الأئمّة والأنبياء المرسلين(عليهم السلام)، ومقام رضا فاطمة هو رضا الله وغضبها غضبه، كما تطرّق لمحور العصمة للسيّدة الزهراء(سلام الله عليها) بالأدلّة العقليّة والنقليّة، وشملت المحاضرة التعرّض لصبر أمير المؤمنين(عليه السلام) تجاه ما عانته وعاشته السيّدة الزهراء(عليها السلام).
واختتم المحاضرُ المجلسَ بمرثيّةٍ عبّرت عن هول هذه الفاجعة الأليمة ومدى وقعها الحزين على قلوب المسلمين، لتنهال مدامعُ كلّ مَنْ حضر حزناً وقهراً على أكثر المصائب وجعاً وألماً بعد رحيل رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
يُذكر أنّ محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) يستذكرون في كلّ أنحاء العالم الذكرى الأليمة لشهادة بضعة الرسول فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)، وإنّ هناك رواياتٍ متعدّدة حول تاريخ شهادتها ومكان قبرها (عليها السلام)، وذلك يدلّ على مظلوميّتها والاضطهاد الذي تعرّضت له، حيث أوصت(عليها السلام) زوجها أمير المؤمنين عليّاً(عليه السلام) أن يخفي مكان قبرها ولا يُشهِدَ جنازتها أحداً ممّن ظلمها وغصب حقّها، وكان عمرها حين استشهادها ثمانية عشر عاماً على أشهر وأغلب الروايات.