الدكتور إحسان علي الغريفيّ
"إنّ تحقيق التراث والاعتناء به وطباعته ونشره، يُعدّ عاملاُ مهمّاً في رفد الدراسات الحديثة والباحثين بمعلوماتٍ من شأنها الإسهام في تطوير مسيرة البحث العلميّ، وإيجاد حلقة وصلٍ بين الماضي والحاضر؛ فضلاً عن إثراء المكتبة الإسلاميّة بمزيدٍ من الكنوز والذخائر التي كانت مخبَّأةً قبل أن تُشرق عليها شمسُ التحقيق؛ لتعيدها إلى النور بحُلّةٍ جديدة ورصينة؛ إذ يُعدّ التحقيق خير وسيلةٍ لإحياء التراث، وحفظ المدوّنات التي تركها علماؤنا الأوائل، وحمايتها من الضياع أو التلف، أو وقوع تصحيفٍ أو تحريفٍ أو انتحالٍ لتنير طريق الباحثين بأحاديث الثقات، وتبيّن عظمة ما قام به علماؤنا القدماء من جهودٍ وتضحياتٍ في سبيل العلم والتعليم، وتبيّن نوعيّة اهتمامهم وانشغالهم".
وأكّد: "أنّ إحياء التراث يُعدّ مسؤوليّةً كبيرة وعظيمة تقع على عاتق الأفراد والمؤسّسات التي تتصدّى له، فينبغي للمؤسّسات المعنيّة بالتراث أن تشمّر عن سواعدها لإحياء هذه المخطوطات وتحقيقها، أو نسخها لتكون مادّةً جاهزةً للتحقيق".
وأوضح الغريفي: "أنّ جهود مركز تراث کربلاء في إحياء التراث المخطوط، إحدى المحاور الرئيسة التي تشتمل عليها خططه وبرامجه المستقبليّة، وهو يسعى إلى تنفيذها بدقّةٍ وبخُطى حثيثة؛ لإبراز التراث المشرِق لمدينة الإمام الحسين(عليه السلام)، فمن هذا المنطلق شرع في تحقيق المخطوطات والرسائل التي تحوي الخزين العلميّ والمعرفيّ لتراث علماء مدينة كربلاء المقدّسة".
مبيّناً: "نحن اليوم نتشرّف بحضوركم ولقائكم في جوار المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لننهل من معين بركاته ونستمع إلى ما حقّقه مركزُ تراث کربلاء، من تراث أحد أعلام الأُسَر العلميّة في مدينة كربلاء المقدّسة، وهو العلّامة السيّد ميرزا جعفر بن الميرزا علي نقي بن السيّد حسن، المعروف بالحاج آقا بن السيد محمد المجاهد بن السيد علي الطباطبائي الحائري، المشهور بصاحب الرياض".
واختتم: "أتقدّم بالشكر الجزيل والثناء الجميل للقائمين على العتبة العبّاسية المقدّسة ورئاسة القسم، وفي مقدّمتهم متولّيها الشرعيّ سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، على تذليل الصعوبات والمعوّقات التي تواجهنا في العمل، وتهيئة مستلزمات الرقيّ به على الصُعُد كلّها".