أربعةُ أعوامٍ مرّت على واحدٍ من أهمّ المشاريع تأريخيّاً وعمرانيّاً التي نُفّذت في العتبة العبّاسية المقدّسة

يستذكر خَدَمةُ مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وزائروه من المؤمنين عموماً والعراقيّين بصورةٍ خاصّة، في مثل هذه الليلة التاسع عشر من جمادى الآخرة من عام (1438هـ)، إزاحة الستار عن أحد أبرز المشاريع التي نفّذتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، وهو مشروعُ توسعة حرم مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بتسقيف الصحن الشريف.
المشروع تأريخيّاً يكتسب أهمّيةً قصوى إذ يُعدّ الأوّل من نوعه في توسعة الحرم منذ إنشائه قبل ستّة قرون ونصف، بإضافة الصحن الشريف وضمّه إليه.
افتتاحُه جاء تزامناً وتيمّناً بالذكرى العطرة لولادة سيّدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام)، الذي بدأت بافتتاحه مرحلةٌ عمرانيّة تاريخيّة جديدة من تأريخ مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، سطّرها خَدَمَتُه بأحرفٍ من نور.
المشروعُ العمرانيّ جاءت مواصفاته كنقلةٍ نوعيّة في عالم العمارة الإسلاميّة من كلّ جوانبه، فكلّ ركنٍ وجزءٍ من التصميم دُرِسَ بدقّةٍ مستفيضة من قِبل الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة وقسم المشاريع الهندسيّة فيها والشركة المنفّذة.
المشروع جاء خدمةً للزائرين من أجل توفير أجواءٍ مثاليّة لهم، ولوقايتهم من حرّ الشمس تارةً ومن مياه الأمطار تارةً أخرى، وإنّ أعمال هذا المشروع الذي يُعدّ واحداً من أهمّ المشاريع التي نُفّذت في العتبة العبّاسية المقدّسة والذي تأتي أهميّته بعد توسعة الصحن الطاهر، قد تمّت بالشكل الأمثل والأجمل من خلال تصاميم العمارة الإسلاميّة، وبما يتناغم مع ما هو موجود من معالم امتازت بها أروقةُ المرقد الطاهر.
مشروعُ التسقيف لم يخلّ بالهويّة الإسلاميّة المعماريّة للمرقد الشريف، بل على العكس زادها جمالاً، ذلك لأنّ عمليّة اختيار التصاميم والنقوش والزخارف الخاصّة بالسقوف والقباب كانت كلّها مستوحاة من نفس الطراز المعماري الإسلامي، الذي تُشيّد به كافّة المزارات والعتبات المقدّسة، وذلك لإدامة التواصل بين ما هو موجود من العمارة القديمة والجديدة المستخدمة للتسقيف الجديد وبما يحافظ عليها، فقد روعيت فيه جميع هذه الأمور ولم يخرج عنها بل جاء مكمّلاً لها وبأحدث الطرائق العلميّة والهندسيّة.
المشروعُ نُفّذ بأيادٍ وكفاءاتٍ عراقيّة خالصة تصميماً وتنفيذاً، فكان بحقّ فرصةً لتبيان مهارات هذه الكفاءات، وليكملوا ما بدأه أسلافهم واضعين في عقولهم وسواعدهم خبرات الحضارة العراقيّة المتراكمة طوال (67) قرناً من الزمان، وكلّ ذلك خدمةً للزائرين ولإضفاء جماليّة أكثر على مرقد المولى أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه).
وللاطّلاع على ملحمة هذا المشروع وكافّة تفاصيله وما مرّ به من مراحل عمل، اضغط هنا.