يعتبر قضاء الهنديّة أكبر الوحدات الإداريّة في المحافظة، ومع الانتشار السريع للوباء في المحافظة وازدحام ردهات الحياة في مستشفياتها، وعدم توفّر مكانٍ مخصّص لعلاج المصابين واستيعاب أعدادهم المتزايدة، وبسبب بُعد المسافة بين المراكز المتخصّصة والقضاء (أكثر من 20 كلم) ووصول مناشدةٍ من قِبل أهالي القضاء، كانت الاستجابةُ سريعةً من قِبل العتبة العبّاسية المقدّسة ومتولّيها الشرعيّ، الذي أوعز في حينها بإتمام البناية في أسرع وقتٍ وبمواصفاتٍ تتلاءم والغرض الذي أُنشئت من أجله.
العمل كان يُجرى بثلاث وجباتٍ حتّى تمّ الانتهاء منه في مدّة (24) يوماً فقط، على الرغم من كلّ الظروف من فرض حظر التجوال وقلّة الموادّ الأوّلية وصعوبة نقلها وصعوبة تنقّل الملاكات، لكن هذه العوامل كانت محفّزة لإتمام هذه البناية ضمن المواصفات والتوقيتات المحدّدة لها، لتُسلَّمَ كهديّةٍ لدائرة صحّة القضاء.
• مواصفات ومميّزات البناية:
تبلغ مساحة المبنى (1500) متر مربّع ويضمّ (35) غرفة مفردة، من ضمنها غرف لإدارة المبنى وللصيدليّة، تبلغ مساحة الغرفة الواحدة (3م × 5م)، وتحتوي كلّ غرفةٍ على وحدةٍ صحّية تبلغ مساحتها (1,5م × 1,5م) ومزوّدة بجميع مستلزماتها الصحّية.
روعي في المنشأ إضافةً إلى المواصفات الفنّية والهندسيّة المحدّدة له الجانبُ الطبّي، فقد أُخِذ بنظر الاعتبار توفيرُ متطلّبات الصحّة العامّة المطلوب توافرها في مثل هكذا منشآت، وكان التجهيزُ تحت إشراف شعبة الشؤون الطبّية في العتبة العبّاسية المقدّسة ودائرة صحّة قضاء الهنديّة ودائرة الصحّة في محافظة كربلاء.
زُوّدت البناية بمنظومة تبريدٍ طبّية تتلاءم مع المستفيدين من خدماتها، وتعمل بنظام الهواء النقيّ بخطَّيْن لسحب الهواء النقيّ وفلترته ودفعه إلى الغرف، ومن ثمّ سحبه وطرحه إلى الخارج بعد أن يتمّ تعقيمه وتعفيره، كذلك زُوّدت البناية بوحدات تبريدٍ منفصلة للاستفادة منها في حال انتهاء أزمة هذا الفايروس، ولغرض استخدامها حسب متطلّبات الحاجة.