ومن هذه الأيّام والليالي يوم وليلة القاسم بن الحسن(عليهما السلام)، وبالتأكيد أنّه ليس اليوم الذي قُتِل فيه(عليه السلام)، فالمشهور أنّه وجميع أهل وأصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) قُتِلوا نهار العاشر من محرم، حيث يخرج أصحابُ المواكب المعزّية وهم يرتدون الثياب البيضاء ويحملون الشموع.
وفي مساء نفس اليوم تخرج الأطراف والأصناف والهيئات الكربلائيّة بمواكبها المعتادة، التي تخرج مساء كلّ يومٍ من عاشوراء بعد صلاة العشاءين بمواكب اللطم، وتكون بداية انطلاقها من الطرق المؤدّية إلى مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مروراً به، من ثمّ تتّجه صوب صاحب الرزيّة الكبرى الإمام الحسين(عليه السلام) عبر ساحة ما بين الحرمين الطاهرين، ليُقام هناك مجلسٌ للعزاء تبعاً لجدولٍ زمانيّ أعدّه قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، وسط استنفارٍ أمنيّ وخدميّ وصحي من قِبل منتسبيها، لخلق أجواءٍ عزائيّة وانسيابيّة في التنقّل والحركة سواءً للزائرين أو للمواكب العزائيّة نفسها.
ومن صور العزاء التي رسمتها المواكبُ هي دخول مجموعاتٍ منهم إلى العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، مصطحِبِين الأطفال في مسيرتهم وهم يرتدون ملابس ذات ألوانٍ خضراء أو ألوانٍ أُخَر، وآخرون يأتون وبينهم شابٌّ يافع يمتطي فرساً أو يكون راجلاً أحياناً، وهو يُلقي الأرجوزة المشهورة: (إنْ تُنكِروني فَأَنا نجلُ الحَسَن *** سبطِ النبيِّ المُصطفى والمُؤتَمَن)، وهو تشبيهٌ لشَخْص القاسم(عليه السلام)، وآخرون يحملون سفينةً أو قُبّة، فضلاً عن أمورٍ وصورٍ غيرها للعزاء.