وفي مقدّمة الاستعدادات التي تندرج ضمن برنامجٍ عزائيّ خاصّ بإحياء واستذكار هذه المناسبة، هي تكثيف معالم الحزن والأسى المخيّمة على جميع أروقة المرقد الطاهر لأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، التي ظهرت معالمها منذ الأوّل من شهر محرّم الحرام لتصل ذروتها هذه الأيّام.
حيث اشتدّت بذكرى رحيل الرّسول الأكرم نبيّ الرحمة وشفيع الأمّة محمد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله)، لتنتشر في كلّ الأرجاء إضافةً لما هو موجودٌ من علامات الحداد، استذكاراً لهذه الذكرى الأليمة التي ألمّت بالأمّة الإسلاميّة، حيث كانت العلاماتُ العزائيّة الأبرز عند بوّابة القبلة لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ومدخل حرمه الطاهر، إيذاناً ببدء موسم العزاء المحمّديّ، إضافةً إلى أماكن أُخَر داخل الصحن المطهّر وخارجه.
وشمل البرنامجُ المُعدّ لهذا الغرض إضافةً لما ذُكر إقامة عددٍ من المحاضرات الدينيّة، فضلاً عن استقبال مواكب العزاء التي تفد لتعزية ريحانته الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، وغيرها من الفعّاليات العزائيّة النسويّة.
يُذكر أنّ وفاة خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانت في (28) من صفر الخير في السنة 11 للهجرة، وعمرُه الشريف 63 سنة، ويتّجه المحبّون والموالون في هذه المناسبة صوب ضريح أسد الله الغالب علي بن أبي طالب(عليه السلام)، لتعزيته ومواساته بذكرى رحيل حبيبه وأخيه وابن عمّه رسول الرحمة محمد(صلّى الله عليه وآله)، وهي من الزيارات المخصوصة، وأغلب الزائرين بعد تأديتهم لهذه الزيارة يتوجّهون صوب كربلاء لتعزية الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).