إذ يقومون بنصب موكبهم جوار مَنْ تشرّفوا بخدمته مقابل باب القبلة لمرقده الطاهر، ويقدِّمون الشاي للزائرين القاصدين زيارة حرم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).
الفعّاليةُ الخدميّة العزائيّة تبدأ عند حلول ذكرى شهادة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، التي تسمّى بـ(موسم الأحزان الفاطميّة الثاني) حسب الرواية الثانية، وتستمرّ لعدّة أيّام فتراهم يتسابقون من أجل المساهمة في هذه الخدمة الصغيرة بمضمونها والكبيرة بمعناها.
ومع برودة الطقس وأجواء العزاء نشاهد الزائرين يعكفون على تناول الشاي من هذه المائدة، وتشهد تزاحماً لكونها تأتي من جوار مكانٍ مقدّس، وتُقدّمُ خدماتها من قِبل أشخاصٍ هم من السادة خَدَمة العتبة المقدّسة، فيأتي الزائرون ويقصدونها -بعد تأديتهم الزيارة والدعاء- من أجل تناول الشاي المُقدَّم على أطباق الترحيب العلويّ المميّز.
السادةُ الخدم ينضوون ضمن شعبةٍ ترتبط بالأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة تُسمّى (شعبة السادة الخدم)، حيث يقع على عاتق هذه الشعبة القيام بالعديد من الأعمال، فتكون أعمالُهم وواجباتُهم مضاعفةً خلال مواسم الزيارة وبالأخصّ وفيات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، ومنها ذكرى شهادة السيّدة الزهراء(عليها السلام).