أفواج بشرية بنفحات سماوية وعبقات ربانية تتجه من كل محاور كربلاء الطهر والشهادة والفداء

أحد مداخل كربلاء المقدسة
تتطاير المفردات و تقفز التعبيرات، و تتقهقر اﻷلفاظ، وتنحسر أفكار الكاتب اللبيب، والشاعر واﻷديب، ويحار المرء في نعت ما تعيشه كربلاء اليوم من مد رباني مدوي ﻻ تشهد له مشارق اﻷرض ومغاربها له نظير.. ماذا نسميه طوفان؟ كلا فالطوفان ﻻ يخلف سوى الدمار والخراب أينما حل، أم نسميه سيلا؟ حاشا، فالسيول تذر الديار بلاقع من أهلها، أم ترانا ننعته بالمارثون ،وذلك ظلم وإجحاف ﻷن جذور المارثون رومانية ساذجة، لكننا لنتفق على أنها أفواج بشرية بنفحات سماوية وعبقات ربانية تتجه من كل محاور كربلاء الطهر والشهادة والفداء، لترد يوم اﻷربعين مرددة (قم جدد الحزن في العشرين من صفر ...ففيه رؤوس اﻵل ردت إلى الحفر)
فقد شهدت المدينة المقدسة خلال الأيام القليلة الماضية، وما تزال ملايين الزائرين تتوافد من مختلف الجنسيات والأطياف والأعراق، ومن مختلف بقاع العالم رغم برودة الجو، لأداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام .
واكتضت الطرقُ المؤديةُ إلى مدينةِ كربلاء المقدسة ومن كافة مداخلها الرئيسية، بأفواج هادرة من الجموعِ الحسينية، واكتظت العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وساحة مابين الحرمين بأعداد غفيرة من الزائرين.
يذكران العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين قد استنفرت طاقاتها المادية والبشرية كافة لاستقبال زوار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، وقبل عدة أيام لتقديم أفضل الخدمات لهم وان الأجهزة الأمنية ودوائر البلدية والصحية في المحافظة، طبقت خططا أمنية مشددة لتوفير الأمن والخدمات للزوار بهذه المناسبة .