وقد تضمّن الاجتماعُ حديثاً موسّعاً ذكَرَ فيه سماحتُه جملةً من النقاط المهمّة، هذه أبرزُها:
- السياسة التربويّة العامّة التي تؤمن بها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، يعلوها عنوان (الأسرة الواحدة)، وإنّ أيّ ملتقىً أو اجتماعٍ يضمّ ملاكات العتبة المقدّسة يجب أن يكون أسريّاً، وأنّ ما يدور فيه من مراجعةٍ أو نقدٍ أو تقييم يظلّ في صميم التعامل الأسريّ بدءاً ومنتهى.
- المصلحةُ في العمل التربويّ مثلما تقتضي أن تكون الأسس متينةً والبناء رصيناً، فإنّها تقتضي حتماً المراجعة والتقييم والتقويم.
- النهج الذي اختطّته العتبةُ المقدّسة لمؤسّساتها التعليميّة قِوامُه عدمُ الفصل بين التربية والتعليم، وأنّ تكوين المتعلِّم في جميع مراحل تلك المؤسّسة يُفترض أن يمتدّ عبر كلّ المراحل الزمنيّة فيها، وخلال حلقاتٍ يكمّل بعضها بعضاً، وأنّ الرؤية يجب أن تكون واضحةً وموحّدة ومتّصلة، دون أن تكون هناك فجواتٌ أو انقطاعاتٌ تحول دون تكامل العمل وامتداده.
- أيّ إنسانٍ صاحب مشروع لا بُدّ أن تتوافر لديه عناصر النهوض بمشروعه، كما أنّ الرؤية الواضحة وتوافر الأدوات لا يكفيان، ويظلّ التعويل على كيفيّة إدارتهما، وقابليّة تنفيذ تلك الرؤية.
- إنّ ديمومة النجاح، تستلزم بالضرورة قضيّتَيْن مترابطتَيْن:
أوّلاً: المراجعة الدائمة فهي حالةٌ صحّية نؤمن بها، بل لا نجد حراجةً في مراجعة ما نقوم به، وليست لدينا عقدة من ذلك.
ثانياً: التطوير فلا بُدّ منه دائماً لأنّنا نؤمن به وبفاعليّته، لا سيّما أنّ العتبة المقدّسة توفّر في جميع المؤسّسات التابعة لها أرضاً خصبة لتحقيقه، ولا تقيّد المسؤول، وتمنحه ثقةً بكامل صلاحيّاته.
- التأكيد على دور الصلاحيّات وتنظيم العمل بها، وتوزيع المهامّ والمسؤوليّات حسب النُظُم الإداريّة والهيكليّات المصادَق عليها.
- ضرورة البقاء داخل دائرة الأبوّة في التعامل مع مَنْ هم تحت مسؤوليّتنا الإداريّة، وأن نستهدف بهم المثوبة، فضلاً عمّا يفرزه هذا التعامل من آثارٍ نفسيّة تترك آثارها المحمودة على بيئة العمل، وترتقي به؛ لأنّها تدفعهم إلى حبّ المؤسّسة، ومن ثمّ تدفعهم بإخلاصٍ إلى بذل المزيد من التفاني في العمل والارتقاء به.
- إنّ دعمنا للمتعلِّمِين ورؤيتنا الخاصّة في تعبيد الطريق لهم، ورفع سقف الإنفاق على البرامج التعليميّة والتربويّة، التي تُصمَّم على نحوٍ خاصّ لواقعهم التربويّ الذي لا يقلّ شأناً عن التعليميّ.
- إنّ عماد التقييم يكون في الدقّة والمصداقيّة مع الذات.
هذا وقد دعا السيّدُ الصافي في ختام حديثه المجتمِعِين إلى السعي الجادّ؛ لتكون مؤسّساتنا هي معيار القياس الحقيقيّ لجميع المؤسّسات النظيرة، وتبقى النموذج العلميّ الذي يُحتذى به، والمثال السلوكيّ الذي يُقتدى به في كلّ المفاصل التعليميّة والتربويّة.
يُذكر أنّ الاجتماع قد حضره عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذُ الدكتور عباس رشيد الموسوي المُشرِفُ على قسم التربية والتعليم العالي، ومديرُ مكتب المتولّي الشرعيّ الدكتور أفضل الشامي ورئيسا جامعة الكفيل والعميد ومساعدَيْهما، ورئيسُ قسم التربية والتعليم ومساعده.