السيد أحمد الصافي
وأضاف: "نسأل الله أن يوفق القائمين والمشاركين في هذه الدورة، والعمل على استثمارها الاستثمار الأمثل بما يخدم العتبات المقدسة، والرقي بمستواها العلمي والتكنلوجي، ووضع لبنة من لبنات التقدم فيه، والاستفادة من عالم التكنلوجيا الحديثة، ومنها البرمجة... على الإنسان أن يسعى دائماً في الاستفادة في ما يغذي عنده النمو الفكري، ويجعل هذه الاستفادة خادمة لأفكاره ورؤاه، العالم قفز قفزات طويلة على العكس من بعض بلدان الشرق الأوسط التي ما زالت تحبو".
مضيفاً: "نحن في العراق عندنا أمل وطموح، وهذا لا يعني أننا قد تعلمنا التكنلوجيا الحديثة، وهذا ليس الأمل فالأمل أن نكون مبدعين وسباقين في فتح آفاق جديدة من آفاق المعرفة؛ لأن العراق ليس من البلدان المتطفلة على الحضارة، وإنما هو بلد قد أنشئت فيه حضارات متعددة، وكانت الكوفة تمثل الريادة في عصور وأزمان مختلفة، فهي خرجت الكثير، وقد اشتهرت مقولة أنها قد شهدت في مسجدها تخرج أكثر من (4000) عالم، وهو عدد كبير ومدعاة فخر للأمة، وفي مختلف العلوم، ولم تقتصر علومهم على الدينية منها، بل شملت علوم الفيزياء والكيمياء والفلك وغيرها، لكن بفعل الواقع السياسي المرير الذي عاشته أمتنا في ذلك الحين، ومحاوله اجتثاث كل فكرة جيدة ومفكر، وتشهد الكرة الأرضية قبورا لأولياء الله وبمساحات متفاوتة، ونسأل: ما الذي جاء بهم لهذه المناطق غير الهروب بدينهم وبأنفسهم، حتى وصلوا لما وصلوا اليه؟".
وبين السيد الصافي: "في العراق نرغب في أن نكون من المبدعين، وأن يكون المفكرين غير معيلين على أفكار الآخرين، بل أن تكون لهم الريادة في الابتكار والابداع والاكتشاف، حتى وإن لم تتعاون معهم الحكومات تعاومن مع المفكر والمبدع، فمثلاً هناك أفكار تأتي من الخارج تقبل وبأسعار خيالية وعين الفكرة تأتي من الداخل، لكنها ترفض وبشكل قاطع، وما هذا الا جهالة المتصدين للمعرفة والتقليد، ومحاولة طمس حضارتنا التي تحمل معالمنا السامية".
موضحاً: "أن هذه الدورة وتتبعها دورات وقد مضت دورات متنوعة وفي مجالات مختلفة من العلوم والتكنلوجيا، واليوم نشهد إقامة لهذه الدورة التي تتعلق بالبرمجة وما وصل اليه العالم في هذا المجال، حتى تكون العتبات المقدسة رائدة في توظيف هذه الأمور إضافة الى أن تكون مبدعة ومفكرة ومطورة... وقد قطعت العتبة العباسية المقدسة أشواطاً في مجالات معرفية مختلفة أمثال الفهرسة الإلكترونية للكتب والمخطوطة والمطبوعة والعتبات المقدسة تسعى حثيثاً من أجل العودة الى المسار الصحيح التي حرمت منه".
وفي ختام كلمته بين: "لو أجرينا إحصائية عن أهم المواقع المهمة في العالم وفي مختلف المجالات لوجدنا أن هناك أشخاصا عراقيين وبنسب عالية؛ وذلك لما يملكون من عقلية كبيرة ومتفتحة ومبدعة إذا ما وفرت له الأرضية والبيئة الصالحة، وعلى الدولة أن تستقطب هذه الكفاءات؛ لأنها لا تبنى الا بها بعيداً عن الولاءات الحزبية الضيقة والنظرة المحدودة على حساب الجانب المهني والمعرفي، وهذا ما يسهم في بناء هذا البلد وإعادته لجادة الصواب العلمي والمعرفي".