وانتشرت هذه المعالمُ المُحزِنة التي خيّمت على الصحن المطهّر والحرم الشريف لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) منذ أكثر من ثلاثة أيّام، استذكاراً لهذه الفاجعة الأليمة التي أفجعت أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وأقرحت عيونهم وألهبت النار في قلوب محبّيهم وأتباعهم، كيف لا وهو تاسعُ الحجج من الأئمّة الأطهار من أهل البيت المعصومين، الذين نصّ الرسولُ(صلّى الله عليه وآله) على خلافتهم من بعده.
وشرعت ملاكاتُ قسم الصحن الشريف بتعليق وتثبيت قطع العزاء التي خُطّت عليها عباراتُ الحزن والأسى، لتغطّي الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ولتُعلن عتبتُه المقدّسة وخَدَمتُها حزنهم ومواساتهم للرسول وأهل بيته(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) بهذه المناسبة الأليمة.
من جهةٍ أخرى فقد أعدّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة كعادتها في كلِّ مناسبةٍ تخصّ ذكرى وفيات أهل بيت النبوّة(عليهم السلام)، برنامجاً عزائيّاً وخدميّاً تعظيماً لهذا المصاب والذكرى الحزينة.
يُذكر أنّ الإمام محمد الجواد بن عليّ الرضا(عليهما السلام) هو تاسع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، ولد سنة (195هـ) واستُشهِد في أواخر ذي القعدة من سنة (220هـ)، بعد أن دسّت له السمّ زوجتُه أمّ الفضل بأمر المعتصِم العبّاسي، لتُفارق روحه الطاهرة الدنيا بعد عمرٍ ناهز (25) عاماً، وكانت مدّة إمامته قد استمرّت (17) سنة.