وابتُدئ المجلسُ الذي استمرّ ليومَيْن متتاليَيْن واختُتِم صباح هذا اليوم الخميس، بتلاوة آياتٍ معطّرة من الذكر الحكيم، أعقبتها محاضرةٌ للسيد عدنان جلوخان الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، تطرّق فيها إلى قبساتٍ من حياة الإمام الجواد(عليه السلام) إبّان حكومة بني العبّاس، كذلك سلّط الضوء على محطّاتٍ من سيرته التي تشعّ بالنور والخير، مؤكّداً في الوقت نفسه على ضرورة الاقتداء بنهج الإمام (عليه السلام) والسير على خطاه، وتحمّل أعباء تلك المسؤوليّة تجاه الأمّة والدين والإنسانيّة جمعاء.
ليُختتم المجلسُ بقراءة مرثيّاتٍ عزائيّة جسّدت بكلمات أبياتها الحزينة هذه الفاجعة الأليمة، التي تُعدّ من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالمُ الإسلاميّ في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهولها جميعُ أرجائه وارتفعت الصيحةُ وهرعت الناس نحو جثمان الإمام وجسده الطاهر، ليحملوه ويشيّعوه في عام 220هـ وهم ما بين واجمٍ ونائحٍ على فقد الراحل العظيم، الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين.
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة كعادتها في كلِّ مناسبةٍ تخصّ ذكرى وفيات أهل بيت النبوّة(عليهم السلام)، قد أعدّت برنامجاً عزائيّاً وخدميّاً تعظيماً لهذا المصاب والذكرى الحزينة داخل كربلاء المقدّسة وخارجها.