التصميم الجديد
المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع في العتبة العباسية المقدسة بيّن لشبكة الكفيل:
"بعد الانتهاء من مشروع تقوية أعمدة الطارمة وإكسائها بالبلاطات الذهبية، بوشر بأعمال تقوية وإكساء الواجهة الخارجية للطارمة وبشكل متناظر ومتناسق معمارياً مع أعمدتها، لتكون مع بعضها كجزء واحد، فبالإضافة لأعمال التذهيب هناك عمل آخر وهو تقوية جدار الطارمة وجعله يتحمّل أثقال السقف الجديد للصحن مع ملحقاته، بناءً على ما أثبتته الدراسات والحسابات التي أُجريت على جدار الطارمة مسبقاً، والتي أثبتت وجود ضعف في قوة تحمّله للسقف الجديد، لتكون قوة تحمّل الجدار أضعاف القوة القديمة، إضافة لتعرّض العديد من البلاطات الذهبية القديمة لبعض الأضرار، واسودادها بفعل عاملي تقادم الزمن والظروف الجوية وعهود الإهمال في زمن اللانظام".
مضيفاً: "الشركة المُصمّمة والمُنفّذة لهذا المشروع هي شركة أرض القدس للمقاولات الإنشائية، وهي شركة عراقية قامت بتصميم وتنفيذ العديد من مشاريع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وفي مقدّمتها مشروع توسعة العتبتين وتسقيف صحن العتبة العباسية المقدسة، وبإشراف مباشر وميداني من قبل قسمي المشاريع في العتبتين المقدستين، وتم إعداد التصاميم الخاصة بهذا المشروع الجديد ككلّ، وتصميم البلاطة (الطابوقة) الذهبية والكتائب القرآنية ونوعية الخط وحجم ونوعية الذهب والنحاس المستخدم للبلاطات، كذلك تمّ تحديد كمية الذهب المُستخدم ونوع المينا، وتحديد طريقة طرْقِ الذهب على هذه البلاطات، وهي الطَّرْقُ على جلد الغزال، وهي نفس الطريقة التي استُخْدِمَت في أعمال تذهيب منارتي العتبة العباسية المقدسة، كما تمت المصادقة على التصميم من قبل الدائرة الهندسية في ديوان الوقف الشيعي وقسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة".
وبيّن الصائغ: "المشروع سيشمل أوّلاً مرحلة قلع الطابوق الذهبي القديم وإزالة المخلّفات الجصية والمواد الرابطة القديمة وصولاً الى الجدار الأصلي، من ثم القيام بصيانته من الخارج ومعالجة تشقّقاته وأضراره، ليتمّ بعدها تقوية الجدار الأصلي بجدار خرساني ساند وبسُمْكٍ يُحَدَّد حسب الحاجة وبما يتناسب وتعرّجات الجدار، ويربط هذان الجداران بواسطة قضبان حديدية خاصة ليكونا كقطعة واحدة، بعدها سيتم إكساؤه بالبلاطات (الطابوقات) الذهبية الجديدة وبمساحة تقدّر بـ(350م2)".
وعن نوعية الذهب ومواصفاته قال: "استُخْدِم في عمليات التذهيب الذهب عيار(24) وبقياسات مختلفة وبوزن(10غرامات) من الذهب الخالص لكل بلاطة ذهبية، والتي يبلغ سمكها 2ملم, وباستخدام أفضل التقنيات من ناحية العمر الافتراضي، وهي تقنية الطَرق على جلد الغزال، وإن البلاطات المُصنّعة تخضع لفحوصات جهاز التقييس والسيطرة النوعية في وزارة التخطيط العراقية".
ومن المميزات الإضافية لهذا المشروع بيّن الصائغ: "سيتمّ استخدام الخطوط والزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على الذهب المطعّم بالمينا الحارّة، والتي تعتبر من أجود أنواع المينا التي تتفاعل مع النحاس، حيث تمتاز بمقاومتها وبريق لونها، كذلك حداثة عملية ربط هذه البلاطات الذهبية باستخدام طريقة الوصلة بواسطة المسامير اللولبية(البراغي)، وهي من الطرق التي لا تؤثّر عليها ولا على مظهرها الخارجي، عكس الطريقة القديمة وهي طريقة الكبس(البراجم)، والتي لها عيوب تظهر مستقبلاً على لون وشكل البلاطة الذهبية".
يذكر أن أعمال مشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) بتسقيف صحنه الشريف تتواصل بخطوات متسارعة، والتي شملت مراحل عديدة وحسب المخطط التصميمي والتنفيذي لها لتواكب مشروع تقوية الطارمة الجديد الذي يأتي تكميلاً له.