وجرت العادةُ في اليوم الثاني من محرّم الحرام وليلته، استذكار وصول ونزول الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، إضافةً إلى فعّالياتٍ عزائيّة أُخَر تسلّط الضوء على هذه المصيبة، التي أبكت وأحزنت الرسولَ الأكرم وأهلَ بيته(عليهم السلام) وملائكة السماء والأرض.
حيث شهِد حَرَما الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، مساء هذا اليوم الاثنين وليلته تدفّقاً لمواكب العزاء تباعاً، وحسب جدولٍ زمانيّ ومكانيّ لنزولها نظّمه قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية.
يُشار إلى أنّ أهالي كربلاء ومواكبها تستقبل هذا اليوم بفقراتٍ عزائيّةٍ عديدة، منها إنارة قناديل التكايا، أو من خلال مواكب العزاء الكربلائيّة (اللطم والزنجيل والتشابيه)، إضافةً إلى ذكر هذه الحادثة في مجالس الوعظ والإرشاد.
ويُذكر أنّ لشهر محرّم الحرام العديدَ من الطقوس والشعائر، التي تُجسّد الواقعة الأليمة والمأساة التي ألمّت بالإمام الحسين وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام)، ومن تلك الطقوس تخصيص الأيّام الأولى ولياليها من شهر محرّم الحرام، وتسميتها بأسماء أهل البيت(عليهم السلام) ورموز واقعة الطفّ الخالدة من أصحاب الإمام(رضوان الله عليهم)، الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله ونصرة الإمام الحسين(عليه السلام)، فيُخصَّص كلُّ يومٍ لشخصيّةٍ أو حادثةٍ معيّنة لبيان موقفها وخصوصيّتها في واقعة الطفّ، على الرغم من أنّ الإمام وأهل بيته وأصحابه (سلام الله عليه وعليهم أجمعين) قُتِلوا جميعاً نهار العاشر من محرّم.