الرابع من المحرّم سنة 61: ابن زياد يُغلق الكوفة ويروّع أهلها ويمنعهم من نصرة الإمام الحسين (عليه السلام)

تُشيرُ الروايات إلى أنّه في مثل هذا اليوم الرابع من المحرّم سنة (61هـ)، أمَرَ الدعيُّ ابنُ الدعيّ عبيدُ الله بن زياد والي الكوفة، بإشارةٍ من قِبل اللّعين يزيد بن معاوية، بغلق مداخل مدينة الكوفة.

وهدّدَ مَنْ يساعد ويمدّ يد العون للإمام الحسين(عليه السلام) بالقتل، وأُلقِيت فتوى شُرَيحٍ قاضي الكوفة في حينها ضدّ الإمام الحسين(عليه السلام) التي أباح بها دمه، بل إنّه أمرَ بقتلِهِ صراحةً كما هو واضحٌ في عبارته (الحسين خرجَ عن حدِّه فاقتلوه بسيفِ جدِّه).

وقال محمدُ بن أبي طالب: جمَعَ ابنُ زياد الناس في جامع الكوفة، ثمّ خرج فصعد المنبر، ثمّ قال: أيّها الناس إنّكم بلوتم آلَ أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، هذا أمير المؤمنين يزيد قد عرفتموه، حسن السيرة محمود الطريقة... وكذلك كان أبوه في عهده، وهذا ابنه يزيد من بعده يُكرم العباد، ويُغنيهم بالأموال ويُكرّمهم، وقد زاد في أرزاقكم مائةً مائة، أمرَني أن أوفّرها عليكم وأُخرِجَكم إلى حرب عدوّه الحسين، فاسمعوا له وأطيعوا.

واتّبع ابنُ زيادٍ أسلوب الترغيب والترهيب، فرغّب ضعفاء النفوس بزيادة العطاء، واستمال رؤساء العشائر بالمناصب والقيادة، وبالمقابل قمَعَ مَنْ كان صلباً في عقيدتِهِ فألقى عليهم القبض وزجّهم في السجون.

وهناك رواياتٌ تؤكّد أنّ ابن زياد غدَرَ بمَنْ غدَرَ وسجَنَ مَنْ سجَنَ مِن رؤساء العشائر الموالين للإمام علي(عليه السلام)، ومن المعروف أنّ الذي يحرّك الناس نحو الهدف الصحيح ويجمعهم هم الرجال أصحاب المكانة والنفوذ، خاصّةً في مجتمعٍ قَبلِيّ يكون ولاءُ الناس فيه للقبيلة ورئيسها، فقد كانت ولاءات رؤساء العشائر مقسومةً بين الأمويّين والعلويّين، فاستعان ابنُ زياد بمَنْ والاه من رؤساء العشائر للقضاء على مَنْ خالَفَه.

هذا مع ملاحظة ما كان يبثّه أعوانُ ابنِ زياد من التهديد والوعيد والإرهاب، والقبض على المخالفين وبثّ الجواسيس والعيون، وجعل الأرصاد على مداخل الكوفة وتهديدهم بجيش الشام.