ماذا قال الباحثون في مؤتمر أمير المؤمنين(عليه السلام) العلمي الأول في الهند؟..

أحد الباحثين
يجتهد المسعى العقلي للوصول إلى حالة الرُّقيّ الإنساني في التفكير، والعيش الكريم للإنسان وفق منظومة تكفلت بها السماء منذ سيدنا آدم(عليه السلام) إلى نبينا الكريم محمد(صلّى الله عليه وآله)، فكانت مجموعة البحوث والأطروحات المقدّمة في مؤتمر أمير المؤمنين(عليه السلام) السنوي الأول في الهند، هي نتاجاً طيباً ومباركاً ضمن خطى جادة لولوج العلوم الإنسانية من بوابة أهل البيت(عليهم السلام)، خاصة باب مدينة علم رسول الله الإمام علي(عليه السلام).
وحظيت الجلسات البحثية المطروحة في المؤتمر بتنوّع البحوث المطروحة التي ركّزت على شخصية الإمام علي(عليه السلام) وسبل تعاطيه مع القضايا الإنسانية وحالات أشخاصها من دون تمييز عرقي أو طائفي أو مذهبي أو قبلي.
كما شهدت الجلسات مشاركة وحضور شخصيات دينية وأكاديمية ومذهبية عراقية وهندية، أجمعت على نجاح المؤتمر، وطالبت العتبة العباسية المقدسة بتكرار هذه المناسبات والمحافل، من أجل إطلاع جميع أبناء وأتباع الدين الإسلامي الحنيف على السير العطرة لشخصيات الإسلام الفذّة، التي لم يغمض لها جفن من أجل رفعة لواء الدين الإسلامي الحنيف في مختلف مجالات الحياة.
السيد محمد جابر جابرسي وهو كاتب وباحث إسلامي من الهند كانت له مشاركة في هذا المؤتمر قد بيّن لشبكة الكفيل: "أنّ أهم الطرق التي تؤدّي الى نجاح أيّ مؤتمر هو التنوّع الفكري والجغرافي، حيث لاحظنا وجود باحثين كبار من العراق والهند، إضافة الى تنوّع الطروحات، وهذا ما وجدناه في هذا المؤتمر، والذي حقّق حسب وجهة نظرنا مبتغاه والغاية المُقام من أجلها".
أمّا الأستاذ محمود الهاشمي رئيس قسم العلاقات والإعلام في الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة في العراق، والذي قام بإدارة الجلسات البحثية للمؤتمر فقد بيّن من جانبه رأيه قائلاً: "نشكر الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على إقامتها لهذا المؤتمر والذي نطمح أن يكون نقطة انطلاقة لمؤتمرات وندوات فكرية وثقافية في شبه القارة الهندية، وكشيء بديهي أنّ انعقاد أي مؤتمر علمي ترافقه بعض الإشكاليات الفنية أو الإدارية، لكن وبحمد الله تعالى وبجهود المخلصين القائمين على المؤتمر، الذين لم يدّخروا جهداً من أجل إقامته وانعقاده، قد استطاعوا أن يتغلّبوا على أغلب تلك الإشكاليات، وفي بلد يختلف اختلافاً جذرياً عن باقي البلدان في إقامته لمثل هذه المؤتمرات، وقد وجدت تفاعلاً من قبل الباحثين، وتفانياً بإلقاء ورقاتهم البحثية، والعمل على إيصال أهمّ المحاور والنقاط في كلّ بحث".
الأستاذ الدكتور رياض العميدي معاون عميد كلية العلوم الإنسانية من جامعة بابل في العراق أوضح: "أنّ العتبة العباسية المقدسة أصبح لها باعٌ طويل، وتمتلك خبرة في إقامة أيّ محفل أو مهرجان، وما إقامة هذا المؤتمر إلّا دليل واضح على ترجمة هذه الإمكانيات والخبرات على أرض الواقع في بلد أجنبي كبير كالهند، فكانت البحوث المقدَّمة في المؤتمر ذات قيمة ودلالات عالية المضامين، والتي تمحورت أغلبها حول السيرة العطرة لمولى الموحّدين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) منذ نعومة أظفاره وحتى لقائه ربّه مضرّجاً بدماء الشهادة في محراب العبادة المقدّس".
عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) -والذي يعتبر المؤتمر العلمي أحد أهمّ فقراته- الأستاذ سامر الصافي بيّن من جانبه: "أنّه تمّ الاستعداد لإقامة هذا المؤتمر من فترة ليست بالقليلة، وذلك من أجل الخروج بأفضل النتائج وبما يتلاءم وقيمة هذه الشخصية العظيمة التي توسّم بها اسم المؤتمر، فقد تمّ توجيه دعوات للباحثين بعد أن تمّ تحديد محاوره العامة، إضافة الى دعوة نخبة من الشخصيات الدينية والثقافية، كون عامل الحضور والمشاركة في أيّ مؤتمر هي إحدى أسباب نجاحه، كذلك تمّ حجز إحدى قاعات مجمّع القاعات الحكومية وسط المدينة، وتجهيزها بكافة المستلزمات الضرورية لانعقاد مثل هكذا مؤتمرات، إضافة لقيام اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر بعمل حملة إعلامية بكافة الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية الهندية، ممّا أسهم بالتعريف به والغاية من إقامته".