جاء ذلك خلال إلقائه كلمة العتبتين المقدّستين في مهرجان السبط الأكبر الذي تقيمه العتبتان المطهّرتان الحسينية والعباسية، بالتعاون مع أهالي كربلاء المقدّسة، وهذا نصّ الكلمة:
أقف الآن بين أهـلي أهـل كـربلاء المقدّسة، وأفخر بأنّها البقعة الطاهرة التي تشرّفت من دون بقاع العالم، بأنّها ضمّت بين طيّاتها سيّد الشهداء سبط النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم)، إنّها حفاوة من الله تعالى بهذه المدينة وأهلها، وتكريمٌ لهم، إذ أصبحت مهوى أفئدة العاشقين، ومحطّ أنظار المسلمين..
كما أصبحت شعاراً للثورة ضدّ التعسّف والظلم.
ولـم نكتـفِ بأنها مدينة وأنّهـا حـرم آمـن مبارك، فهي منهجنا الإسلاميّ القويم، بل منهجنا الإنساني، وهي مدرسةٌ تخرّجت منها أجيال فمنهم مَن سكنَها، ومنهم من سكنَ المعمورة ونهلَ من مائها، وتعلّم من نهجها.
سعداء هـذا اليـوم أن نقـف بين أيديكم يـا أهـل كـربلاء، وأنتم تُحيون أمر الله.. وتحتفلون بميلاد سبط رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم).
فمثلما يجمعكم مع إمامكم الحسين(عليه السلام)، أنكم عبر التاريخ كنتم أمناء على نهجه، وخدّاماً لعقيدته، وسدنةً لروضته المطهرة.
فأنتم يجمعكم مع الإمام الحسن كريم أهل البيت(عليه وعليهم السلام)، أنّكـم أهـل البـذل والعطـاء وأهـل الـكـرم والسخاء.
وأنتم أوصياء على نهجه القويم، وأولياءٌ لتاريخهِ، تحيون أمره، وتُشيعون ما تعلّمتموه منه من قيم وأخلاق.
فهنيئاً لكربلاء وأهلها، هذه السيرة العطـرة مـن الـولاء والانتماء والخدمة.
أدعـو الله جلّ وعلا أن يتقبّل منكم عملكم هذا، وأن يثيبكم عنه خير جزاء المحسنين، وأن يديم عليكم، وعلينا نِعمَهُ ما ظهر منها وما بطن؛ وأوّلها نعمة الإسلام، ونعمة أن الله خصّنا بنبيّه نبيّ الرحمة أبي القاسم محمد(صلّى الله عليه وآله وسلم)، وأهل بيته الطيبين الطاهرين، ثم خصّنا بنعمة سيّد النجف سليل الدوحة المحمدية العلوية، إمامنـا ومرجعنـا سـماحة الســيد عـلي الحسيني السيسـتاني (أدام الله ظلّه الوارف).
الذي لولاه، ولولا فتواه المباركة لما عِشنا نعيم هذه اللحظات الإيمانية، ولما دامت علينا نعمة الخدمة هذه.
فشكراً لله على جميل نِعَمِه كلّها.
وشكراً لكـم أهـلي الكربلائيين، ومَـن سـار عـلى شاكلتهم، وأحيا شعائر الله.
وختاماً أشكركم جميعاً، وأنقل لكم سلاماً صادقاً من لدن ممثّلي المرجعية العليا في النجف الأشرف سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) المتولّي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، وسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه) المتولّي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، ودعـاءً خالصاً بدوام هذه الخدمة، وحسن ثوابها.
relatedinner
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيّبين الطاهرين.