أحد أجهزة المنظومة
المشروع يأتي نتيجةً للتحدّيات الأمنية التي تواجه المدن المقدسة، ولأجل السيطرة على مداخل المدينة المقدسة، وخصوصاً بعد أن شهدت العتبة المطهرة توسّعاً كبيراً في مجال المشاريع العمرانية.
حيث باشرت شعبة الاتصالات التابعة للعتبة العباسية المقدسة وبإشراف مباشر من قسم المشاريع الهندسية فيها بإنشاء هذا المشروع الحيوي والمهمّ الذي يقوم به (الموشور الرقمي)، ويأتي ضمن سلسلة مشاريعها المنضوية ضمن مشروع توسعة الحرم المطهّر لأبي الفضل العباس(عليه السلام) بتسقيف الصحن الشريف.
المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة بيّن من جانبه لشبكة الكفيل: "أنّه تمّ إنشاء منظومة الغرفة الأمنية، وهي من المشاريع التي جاءت وبشكل متزامن مع منظومتي الكهرباء والتبريد، تلبيةً للتوسّع الحاصل في العتبة العباسية المقدسة، وقد وصل العمل فيها إلى أكثر من (80%) من نسبة إنجاز المشروع ككلّ، بعد أن تمّ التخطيط والتصميم بمستوى متقدّم جداً من قبل مهندسين أكفاء، واختيار أجهزة ذات كفاءات ومواصفات عالية من شركات عالمية متطوّرة".
مُضيفاً: "اشتملت هذه المنظومة على مجموعة كاميرات مراقبة وبتقنيات وبمواصفات عالية لتغطي مساحة الحرم والصحن الشريف، ومساحة التوسعة الجديدة, وكذلك البوّابات ونقاط التفتيش الخارجية والداخلية المحيطة بالعتبة العباسية المقدسة, بالإضافة إلى (شاشة عملاقة) ذات دقة عالية لعرض الصور والتحليل الفيديوي، مرتبطة بـ(سيرفرات) الخزن والأرشفة".
وأضاف: "إنّ المشروع يعتبر من المشاريع النموذجية في عالم المراقبة الأمنية وتكنولوجيا المعلومات في العراق، وجاء اختيار الأجهزة الأفضل كفاءةً وتطوّراً بعد الاطّلاعات والزيارات التي تمّت من قبل الكادر المكلَّف بالعمل للمعارض والشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال".
المشروع وبحسب ما أوضحه الصائغ: "يتكوّن من منظومات عديدة، أولاها: منظومة الشاشة العملاقة من نوع (iface) ذات منشأ ألماني عالية الدقة، مرتبطة بأجهزة مراقبة (Workstation)، والتي من خلالها يمكن استعراض الصور وتحليلها، وتصل مساحة تغطيتها إلى (24م2), أمّا الثانية: فهي منظومة خزن عملاقة (Storage system) بسعة (2.2 بيتا بايت) أي ما يعادل (2,200 تيرا بايت) وهي ذات منشأ أمريكي ومن شركة (أي بي أم) المتخصصة بـ(سيرفرات) الخزن والأرشفة.
وترتبط هذه المنظومة بمنظومة أخرى تُسمّى منظومة الأرشفة الالكترونية (Electronic archiving system) تقوم بحفظ البيانات، وفي حالة تعرّض منظومة الخزن الرئيسية لخلل أو عطب مفتعل أو حريق ما عندها توجد منظومة طوارئ (Dzstre Recovery) داعمة لمنظومة الخزن، تحفظ بيانات المنظومة الرئيسية أيضاً، أمّا المنظومة الأخرى فهي منظومة التحليل الفيديوي (Video analysis system) وهي ذات منشأ استرالي، ومنظومة كشف الوجه (face detection system) مزوّدة بجهاز إنذار".
مُبيّناً: "ومن المنظومات المتميزة والتي تمّ اختيارها وفق مقاييس خاصة منظومة إدارة الكاميرات (System administration cameras)، وهذه المنظومة تخصّ الكوادر العاملة على إدارة المنظومات في غرفة السيطرة الأمنية، والتي تهتمّ بتوزيع الكاميرات وتقسيم الشاشة، أو تعمل على إظهار خارطة صغيرة على الشاشة تبيّن أعداد وأنواع الكاميرات الموزعة في المنطقة، وتساعد أيضاً في تكبير صورة أي كاميرا معينة".
وأوضح الصائغ: "من مميّزات الكاميرات أنّها من النوع عالي الدقة، وتكون مقاومة للظروف الجوية و(بعيدة المدى)، كما أنّها ترتبط بـ(مجسّات) لفحص تحت العجلات، في حال وجود عبوات لاصقة أو نوع آخر من المتفجرات، ومن الممكن أن تكون متّصلة ببوابات تُغلق آلياً عند إطلاق الإنذار، وهي تحتوي على خاصية (Jack Hill System) التي تقوم بإعطاء إنذار حال حصول عطب في كاميرا معينة، أو عند انقطاع التيار الكهربائي عنها، أو في حال تعرّضت للتخريب المفتعل".