عند مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) المؤمنون يحيون ليلة القدر الأولى وذكرى جرح أبيه(سلام الله عليه)..

أحد الزائرين
في أجواء إيمانية وقرب الرحاب الطاهرة لمرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) أحيى المؤمنون مراسيم ليلة القدر الأولى مستذكرين في الوقت نفسه مصيبةً ألمّت بالبيت المُحمّدي في مثل هذه الليلة، وهي ليلة جرح مولى الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فليلة القدر ببواعثها الروحية وبواطنها الإيمانية مقصدٌ لكلّ مؤمنٍ يأمل أن يناله فضلُ الله تعالى وعنايته.
واكتظّ الصحنُ الشريف لمرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) بمحيي هذه الليلة المباركة، والذين أحيوها بالدعاء بما في ذلك دعاء رفع المصاحف والتهجّد وقراءة القرآن والأذكار الخاصة بهذه الليلة، رغبةً في نيل المغفرة والعتق من النار.
ولم يغب العراقُ وما يُحيط به من مخاطر وتُحاك له من مُخطّطات إرهابية تكفيرية ومؤامرات إقليمية عن بال أيّ واحد من هذا الجمع، فكان العراقُ حاضراً وتقدّم على حاجاتهم وطلباتهم، ولسان حالهم يقول: اللهم أنعم على هذا البلد باليُمْن والخير والبركة وأرجع كيد كلّ مَنْ يريد به سوءً الى نحره، وأن تمنّ على جيشنا وقوّاتنا الأمنية بالنصر القريب.
يُذكر أنّ العتبة العباسية المقدسة وضمن منهاجها الرمضاني قد أعدّت فقرات خاصة بهذه الأيام (ذكرى شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) إضافة لمراسيم إحياء ليالي القدر المباركة) وقامت بتكريس منهاج المحاضرات الرمضانية -والتي تُلقى في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك- بما يخصّ إحياء هذه الأيام، بدءً من ليلة جرح الإمام علي أمير المؤمنين وحتى شهادته(صلوات الله وسلامه عليه)، كما وتشهد كلّ هذه الليالي إقامة مجلس عزاء (لطم) بعد هذه المحاضرة، كذلك قامت بتهيئة كافة المستلزمات لزائري المرقد المطهّر من أجل القيام بأعمالهم ومناسكهم العبادية.
والليلة التاسعة عشرة هِيَ أوّل لَيلَةٍ مَن ليالي القَدر، ولَيلَة القَدر هِيَ لَيلَة لا يُضاهيها في الفضل سواها مِن الّليالي، والعَمَل فيها خَيرٌ مِن عمل ألف شَهر وفيها تُقدّر شؤون السنة وفيها تنزَّل الملائكة والرّوح الأَعْظَم بإذن الله فتمضي الى إمام العصر والزمان(عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه فتعرض عَليهِ ما قُدِّر لكلّ أحدٍ من المقدّرات.
وقالَ العّلامة المجلسي(رض): إنَّ أفضَل الأعمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرَة للنفس وللوالدين والأقارب وللإخوان المؤمنين والأحياء منهم والأموات والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسّر، وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث.