موكب العزاء
وكانت بداية انطلاق هذا الموكب من صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) باتّجاه حرم أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وهم يردّدون هتافاتٍ تجسّد عظمة هذه الفاجعة الأليمة.
أيا عليُّ شاءك الربّ العليُّ أنت الوصيُّ أنت الوصيُّ
ويا أمير الناس مذ قال النبيُّ: أنت الوصيُّ أنت الوصيُّ
يا نفس طه ووزير المصطفى حقّاً
ويا وليّاً نطق الروح به صدقاً
ويا دماً ينبضُهُ القلبُ النجيُّ أيا عليُّ أيا عليُّ
وحين دخول خدّام أبي الفضل العباس(عليه السلام) إلى الصحن الحسيني الشريف كان في استقبالهم خدّام أبي الأحرار(عليه السلام) ليُعقد مجلسُ عزاءٍ مهيب في الصحن الشريف.
من الجدير بالذكر، أقامت العتبة العباسية المقدسة مجلساً عزائياً استمرّ لثلاثة أيام، ابتداءً من اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك ولغاية الواحد والعشرين منه، حضره عددٌ من منتسبي العتبة المقدسة ومسؤولي الشعب والأقسام وبعض أعضاء مجلس إدارتها.
وقد خيّم الحزن وألقى بظلاله على الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام) الذي اتّشح بالسواد وملئ بقطع التعزية وأعلام الحداد، وأُسدِلَتْ الستائر السوداء على مداخل الحرم العباسي المطهر، وذلك تعظيماً لهذه المناسبة الأليمة ومواساةً للرسول وأهل بيته(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام).
وكذلك تمّ تكريس منهاج المحاضرات الرمضانية التي يلقيها الشيخ عبدالصاحب الطائي، والتي تُلقى في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك في الصحن الشريف، وتركيزها على هذه المناسبة بدْءً من ليلة جُرْحِ الإمام وحتى شهادته(عليه السلام)، حيث تتمحور هذه المحاضرات على السيرة المباركة والعطرة لحياة الإمام علي(عليه السلام) وتأثيره المباشر في بناء الفرد المسلم والحياة الاجتماعية المستقرّة للدولة الإسلامية.